على كل حال ورد في الموضوع كلمة للأساتذة، ولكن عندي بعض الوقفات لهم:
الأمر الأول: أن علاقة الحب في الله عز وجل هي أقوى العلاقات بين الأستاذ والطالب، لا الإرهاب الفكري وهو أن بعض الأساتذة قد يمارس فرض السيطرة على الطلاب بحجة أن يستمعوا له وأن يهابوه حتى كأنه قيصر أو كسرى في الفصل، وهذه طريقة خاطئة وقد أثبتت عدم جدواها، وأثبتت أن الطالب لن يستفيد أبداً، وإذا وثق فيك الطالب وأحبك في الله استفاد منك ودعا لك.
الأمر الثاني: أن هؤلاء الذين في الفصل هم جميعاً في ميزان حسناتك: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.
الأمر الثالث: أن الكلمات تكون هباءً منثوراً إذا لم تكن قدوة ماثلة في شخصك، تكلمهم عن الصدق وأنت صادق، عن إعفاء اللحية وأنت ملتح، عن تقصير الثوب وأنت مقصر، عن ترك الغناء وأنت لا تستمع الغناء، عن بر الوالدين وأنت بار بوالديك، عن حسن الجوار وأنت حسن الجوار، هذه هي القدوة، وليعلم الإنسان الذي يتكلم بشيء يخالف ما هو عليه أنه إنما يوبخ نفسه ويكذبها أمام الناس، فكيف بطلبة العلم الذين أمامه؟!