وَابْن عبد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب وَابْن حجر فِي الاصابة مَوضِع قَبره
وَشرط الْوَاقِف ان لَا يسكن الْمدرسَة الا طلبة الْعلم المتجردون عَن التَّزْوِيج وان يَكُونُوا من اهل الدّين وَالصَّلَاح وَمَتى تزوج احدهم يُخرجهُ النَّاظر ويسكن غَيره فِي حجرته وَعين لساكني حجراتها السِّت عشرَة الَّذين هم سِتَّة عشر طَالبا كل يَوْم اربعة ارطال من الْخبز بِالْوَزْنِ بالرطل الدِّمَشْقِي ورطلين من الارز يطْبخ لَهُم شوربة يَوْمًا ارز وَيَوْما نصف مد من العدس يطْبخ برطل من اللَّحْم هَذَا فِي سَائِر الايام مَا عدا شهر رَمَضَان وَأما فِي الشَّهْر الْمَذْكُور فَفِي كل يَوْم مِنْهُ يطْبخ لَهُم رطلان من الارز فِي ارْبَعْ اواق من السّمن ورطل من اللَّحْم يطْبخ بِنصْف مد من الْحِنْطَة شوربة وَلكُل وَاحِد من الطّلبَة فِي الشَّهْر ثَمَانِي اواق من الزَّيْت وللمدرسة ثَلَاثَة ارطال من الزَّيْت لشعل ثَلَاثَة قناديل وَفِي شهر رَمَضَان يشعل كل يَوْم ثَلَاثُونَ قِنْدِيلًا وشمعتان بجانبي الْمِحْرَاب زنتهما رطلان وعَلى المجاورين قِرَاءَة ختم قُرْآن فِي صباح يَوْم الْجُمُعَة ويهدون ثَوَاب الْقِرَاءَة لروح الْوَاقِف وروح وَالِديهِ وَاشْترط ان يكون تَوْجِيه الْوَظَائِف والاسكان فِي الحجرات بيد النَّاظر لَا يُشَارِكهُ غَيره فِي ذَلِك هَذَا مَا رَأَيْنَاهُ فِي كتاب وقف الْمدرسَة ثمَّ رَأَيْت فِي كتاب وقف آخر اوقفه على ذُريَّته بعد الْكتاب الاول انه جعل من وقف الذُّرِّيَّة لكل طَالب مُقيم فِي مدرسته قرشا لكل وَاحِد مِنْهُم وَجعل الطّلبَة سنة عشر وَجعل لَهُم كل يَوْم رطلا من الْخبز زِيَادَة على الاربعة أَرْطَال الْمَار ذكرهَا وَعين كل يَوْم مصرية يَشْتَرِي بهَا للطبخ وَثَلَاثَة قروش كل يَوْم لمن يقْرَأ دَلَائِل الْخيرَات وقرشين كَذَلِك لمن يقْرَأ الْقُرْآن فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ وَيهْدِي ثَوَاب قِرَاءَته لروح الْوَاقِف هَذَا مَا قرأته فِي كتاب وَقفهَا
وَرَأَيْت مَكْتُوبًا على اسكفة بَابهَا نقشا على حجر مَا صورته
(للخير وَالْعلم والطلاب مدرسة ... قد شادها اوحد الدُّنْيَا سُلَيْمَان)
(اعني الْوَزير امير الْحَج سيدنَا ... من كل افعاله بر واحسان)
(بِالْقربِ من دَاره الزهراء أوقفها ... وشيد مِنْهَا على الاخلاص بُنيان)