وَتِسْعين وَألف قصد التَّوَجُّه لبلاد الرّوم فارتحل الى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فَأقبل عَلَيْهِ النَّاس واخذوا عَنهُ الطَّرِيق فَأَقَامَ بهَا خمس سِنِين واخذ من السُّلْطَان مصطفى خَان قرى بِدِمَشْق اقطاعا بِمَال يَدْفَعهُ للخزينة الاميرية فِي كل سنة وَهُوَ الْآن الْمَعْرُوف بالمالكانات وَمن آثاره بِدِمَشْق الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بِهِ وَكَانَت قبل ذَلِك خَانا يسكنهُ اهل الْفسق والفجور وَشرط فِي كتاب وَقفه انه لَا يسكنهَا امرد وَلَا متزوج وَلَا شَارِب للتتن وَكَذَلِكَ بنى مدرسة فِي دَاره بمحلة سوق صاروجا وتعرف بالنقشبندية البرانية مَعَ مَسْجِد كَذَلِك هُنَاكَ وَله من التآليف الْمُفْردَات القرآنية فِي مجلدين تَفْسِير للآيات وَجعله بِالْعَرَبِيَّةِ ثمَّ بِالْفَارِسِيَّةِ ثمَّ بالتركية وَله رسائل كَثِيرَة فِي الطَّرِيقَة النقشبندية وتحريرات ومكاتبات وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَألف فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَدفن فِي الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة فِي محلّة نيشانجي باشا انْتهى مُلَخصا
[الزاوية الخلوتية]
رَأَيْت بِخَط خَلِيل افندي الْمرَادِي اثناء تَرْجَمته لمنصور بن مصطفى بن مَنْصُور السرميني الْحلَبِي الخلوتي مَا صورته
ان الشَّيْخ مَنْصُور الْمَذْكُور اختلى على عَادَة مَشَايِخ الطرائق وَلَزِمَه جمَاعَة واخذوا عَنهُ وَاقْبَلْ عَلَيْهِ النَّاس واشتهر واستقام بِدِمَشْق بعياله قدر عشْرين سنة قَالَ وَكَانَ وَالِدي اشْترى الْمَكَان الْمَبْنِيّ تجاه بَاب جيرون بالجامع الاموي وَأَوْقفهُ على المترجم وَبعده على من يصيرخليفة بعده من الْمَشَايِخ البكرية الخلوتية وَكَانَ القَاضِي بالحكم سُلَيْمَان بن احْمَد الْخَطِيب المحاسني الْحَنَفِيّ
وَحكى الْمرَادِي مَا خلاصته ان الشَّيْخ الْمَذْكُور كَانَ مولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَألف بسرمين وَنَشَأ بحلب وَطلب الْعلم وَقَرَأَ على اساتذة زَمَنه فِي حلب ومصر واخذ الطَّرِيق عَن الشَّيْخ مصطفى الْبكْرِيّ وَألف رِسَالَة فِي البسلمة سَمَّاهَا كشف الستور المسدلة عَن ألف وَجه من أسرار الْبَسْمَلَة وكشف اللثام والستور عَن مخدرات أَرْبَاب الصُّدُور