ليسكنها فَمَنعه الصُّوفِيَّة الَّذين كَانُوا بهَا يَوْمئِذٍ من الدُّخُول لعدم معرفتهم بِهِ فَعدل عَنْهَا وَأقَام بِهَذِهِ الزاوية بالجامع وَبعد يسير من استقراره بهَا عرف مقَامه ومنزلته وَعلم مَكَانَهُ فَحَضَرَ الصُّوفِيَّة بأسرهم إِلَيْهِ واخذوا فِي الِاعْتِذَار عَمَّا بدر مِنْهُم وسألوه النُّزُول بالسميساطية فأجابهم لطلبهم فَعرفت الزاوية بِهِ اخبر بذلك ابْن شَدَّاد عِنْد كَلَامه على الزوايا الَّتِي هِيَ بالجامع
قَالَ ابْن كثير هَذِه الزاوية يُقَال لَهَا الغزالية وتعرف بزاوية الدولعي وبزاوية القطب النَّيْسَابُورِي وبزاوية الشَّيْخ نصر وَكَانَ نصر يدرس بهَا احتسابا وَلم يكن لَهَا وقف فَلَمَّا درس بهَا الْغَزالِيّ وقف عَلَيْهَا السُّلْطَان صَلَاح الدّين قَرْيَة خرم باللوى من حوران وَجعل ريعها على من يشْتَغل بهَا بِعلم الشَّرِيعَة أَو بِعلم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْفَقِيه والحضر لسَمَاع الدُّرُوس بِتِلْكَ الزاوية وعَلى من هُوَ مدرسهم بِهَذَا الْموضع من أَصْحَاب الْأَمَام الشَّافِعِي وَجعل النّظر لقطب الدّين النَّيْسَابُورِي وَكَانَ ذَلِك سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد درس بهَا جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ نصري الْمَقْدِسِي وَالْغَزالِيّ وَابْن خطيب الْجَامِع والدولعي وَأَخُوهُ والاسعردي وعماد الدّين شيخ الشُّيُوخ والعز بن عبد السَّلَام ثمَّ بعدهمْ عشرُون مدرسا مِنْهُم الايكي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ تَغَيَّرت أحوالها قَالَ ألاسدي وَمن تيمورلنك إِلَى الْآن يَعْنِي إِلَى زَمَنه لم يدرس بهَا أحد قلت وَفِي زمننا فقدان التدريس بهَا من بَاب أولى
حرف الْفَاء
الْمدرسَة الفارسية
هِيَ والتربة بهَا غربي الجوزية الحنبلية تجاه الْخَارِج من بَاب الزِّيَادَة وَهُوَ الْبَاب القبلي للجامع والجوزية فِي زمننا محكمَة
وَأَقُول وقفت على آثارها فَلم أر شَيْئا من الْمدرسَة وَهُنَاكَ جَامع صَغِير مُقَابل نِهَايَة سوق السِّلَاح وَبِه قبران وَأَظنهُ هُوَ التربة الْمَذْكُورَة وبجانبه من الغرب زقاق لَهُ بَاب قديم وَالظَّاهِر وَالله اعْلَم أَن الْمدرسَة كَانَت هُنَاكَ ثمَّ تناولتها يَد المختلسين فجعلتها دورا وأعانت الدَّهْر على محو الْأَثر