تَرْجَمَة واقفها
بناها شيركوه بن شادي بن مَرْوَان الملقب بأسد الدّين سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ بطلا شَدِيد الْبَأْس لَهُ صيت بعيد وَيضْرب الْمثل بشجاعته وَنَشَأ بدوين من أَطْرَاف أذربيجان وبتكريت وَكَانَ أَبوهُ مُتَوَلِّي قلعتها وَأسد الدّين هَذَا من أُمَرَاء نور الدّين وَكَانَ قد سيره إِلَى مصر عونا لشاور السَّعْدِيّ فَلم يقف شاور لَهُ فَعَاد مِنْهَا إِلَى دمشق وَفِي نِيَّته اخذ مصر ثمَّ رَجَعَ فَكسر عسكرها وعسكر الإفرنج وَتَوَلَّى وزارتها وَكَانَت الإفرنج تهابه وتخافه واقطعه نور الدّين الرحبة وحمص فَوق مَاله من الإقطاع
وَقَالَ ابْن شَدَّاد فِي سيرة صَلَاح الدّين كَانَ أَسد الدّين شيركوه كثير الْأكل شَدِيد الْمُوَاظبَة على تنَاول اللحوم الغليظة تتواتر عَلَيْهِ التخم والخوانيق وينجو مِنْهَا بعد مقاساة شَدِيدَة عَظِيمَة فَأَخذه مرض شَدِيد واعتراه خانوق فَقتله سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِمصْر ثمَّ نقل إِلَى الْمَدِينَة المنورة وَسَتَأْتِي زِيَادَة على هَذَا الْقسم السياسي من هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الْمدرسَة الاصفهانية
ذكرهَا القَاضِي ابْن شَدَّاد فِي الأعلاق الخطيرة والنعيمي وَقَالا هِيَ بحارة الغرباء بِالْقربِ من درب الشعارين بناها رجل تَاجر من أصفهان وَلم يذكر النعيمي تَارِيخ بنائها
وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر أَن الشَّيْخ عبد الْكَافِي الربعِي درس بهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة اهـ
فَيكون على هَذَا بناؤها قبل التَّارِيخ الْمَذْكُور
وَقَالَ الشَّيْخ عبد الباسط العلموي حارة الغرباء وَرَاء القجماسية وَهَذِه الْمدرسَة مَجْهُولَة الْآن اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون مَوضِع تكية احْمَد باشا فَلَا يبعد وَالله اعْلَم انْتهى
والعلموي مولده سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة فَعَلَيهِ أَن هَذِه الْمدرسَة قد اندرست قبل التسْعمائَة وتكية احْمَد باشا هِيَ الْمَعْرُوفَة الْآن بِالْمَدْرَسَةِ الأحمدية وَفِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute