(من أول الْجَبْهَة قد قبلته ... مرتشفا لآخر الخلخالي)
فارتشف حلاوة تِلْكَ التورية فان الْجَبْهَة والخلخال متنزهان بَين نهر بردى ونهري القنوات وبانياس واسمان لجبهة المحبوب وخلخاله على قَاعِدَة الزَّمن الْمَاضِي من أَن الغلمان كَانُوا يلبسُونَ الخلخال أَو أَنه أطلق الْحَال وَهُوَ الخلخال وَأَرَادَ الْمحل على طَريقَة الْمجَاز الْمُرْسل بعلاقة الحالية والمحلية وَقد تأتى لَهُ مَعَ حسن التورية الانسجام
تَرْجَمَة واقفها
أَنْشَأَهَا الْأَمِير سيف الدّين منجك اليوسفي الناصري اصله من مماليك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون نَشأ مَمْلُوكا ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار أَمِيرا بِمصْر ثمَّ ولي حجوبة الْحجاب بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فظل بهَا مُدَّة يسيرَة ثمَّ توجه إِلَى مصر وَصَارَ مقدما وَولي الوزارة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن ثمَّ أطلق عِنْد زَوَال دولة النَّاصِر حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس سنة خمس وَخمسين ثمَّ صَار نَائِبا على حلب سنة سبع وَخمسين ثمَّ بصفد ثمَّ طلب إِلَى مصر فَأكْرم هُنَاكَ إِكْرَاما عَظِيما وَأطلق وَأقَام بالقدس فعمر بهَا خانقاه ومدرسة وَلما أظهرنائب الشَّام بيدمر الْعِصْيَان كَانَ المترجم مُتَوَلِّيًا قِتَاله فَقبض عَلَيْهِ سجنه ثمَّ أطلقهُ ثمَّ صَار نَائِبا فِي طرسوس سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ نقل إِلَى طرابلس وَمِنْهَا إِلَى نِيَابَة دمشق عوضا عَن بيدمر بعد قتل يلبغا فاستمر بهَا سبع سِنِين ثمَّ طلب إِلَى مصر سنة خمس وَسبعين فولى نيابتها وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الْجَبَل