وَقَالَ أَيْضا أَن أنر كَانَ مَمْلُوكا لطغتكين لكنه كَانَ الْحَاكِم وَالْمُدبر لدمشق والعسكر أَيَّام ولَايَته مجير الدّين آبق بن مُحَمَّد بن بوري بن طغتكين على دمشق وَكَانَ عَاقِلا دينا خيرا حسن السِّيرَة وَقَالَ أُسَامَة بن منقذ فِي كتاب الِاعْتِبَار أبلى الْأَمِير معِين الدّين فِي حَرْب الألمان لما أَتَوا دمشق بلَاء حسنا وَظهر من شجاعته وَصَبره وبسالته مَا لم يُشَاهد فِي غَيره
الْمدرسَة الماردانية
على حافة نهر ثورا لصيق الجسر الْأَبْيَض بالصالحية وَهِي مَعْرُوفَة مَشْهُورَة وَالَّذِي وجد من وَقفهَا سنة عشْرين وسِتمِائَة بكشف مُحَمَّد بن منجك الناصري بُسْتَان بجوار الجسر الْأَبْيَض وبستان آخر جوَار الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَثَلَاثَة حوانيت بالجسر الْمَذْكُور والأحكار جوارها أَيْضا وَمن شَرط مدرسها أَلا يكون مدرسا بغَيْرهَا وَمِمَّنْ دفن بهَا أسنك بِالسِّين الْمُهْملَة وَالنُّون ابْن ازدمر مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَاشْترى أَخُوهُ الْأَمِير أسبك بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَقفا وَوَقفه على مقرئين يقرؤون على تربته وَاشْترى للمدرسة بسطا
ودرس بهَا الصَّدْر الخلاصي ثمَّ درس بهَا نَحْو عشرَة آخِرهم تَاج الدّين المارداني ثمَّ رَأَيْت فِيمَا زَاده مَحْمُود بن مُحَمَّد الْعمريّ على مُخْتَصر العلموي أَن وقف الْمدرسَة الْآن أَعنِي فِي الْقرن الْحَادِي عشر بُسْتَان المحمديات الفوقاني وبستان المحمديات التحتاني وحكر أَرض من الجسر الْأَبْيَض وَأَرْض الجنائن الَّتِي بالجسر الْأَبْيَض الْمَعْلُوم ذَلِك من دفتر المحاسبة انْتهى
تَرْجَمَة البانية
أنشأتها عزيزة الدّين أخشا خاتون بنت الْملك قطب الدّين صَاحب ماردين زَوْجَة الْملك الْمُعظم سنة عشر وسِتمِائَة ووقفها كَانَ سبة أَربع وَعشْرين بعد الستمائة