فاغتصبت أوقافها وَأعْطيت لغَيْرهَا ثمَّ اغتصب النَّاس أَكْثَرهَا وتغيرت رسومها وَجعل بَابهَا من الْجِهَة الشمالية ثمَّ قيض الله لَهَا بعض مؤدبي الْأَوْلَاد فأنفق عَلَيْهَا جانبا ورممها واصلح مَا بَقِي مِنْهَا وجدد بركَة مَائِهَا واتخذها مكتبا للتعليم وَهِي الْآن على مَا ذكرنَا ومحلها فِي الْجَانِب القبلي من سوق الْحَرِير وتفصيله أَن الْخَارِج من بَاب الزِّيَادَة وَهُوَ بَاب الْجَامِع القبلي إِذا توجه جِهَة الْجنُوب يرى عِنْد أول سوق السِّلَاح سوقا عَن يَمِينه تسير إِلَى الغرب فَهَذَا هُوَ الْمُسَمّى بسوق الْحَرِير والأمينية هُنَاكَ مَعْرُوفَة مَشْهُورَة وَالله اعْلَم بِمَا تصير إِلَيْهِ أحوالها فِيمَا بعد
تَرْجَمَة واقفها
بناها أتابك العساكر بِدِمَشْق وَكَانَ يُقَال لَهُ أَمِين الدولة كستكين بن عبد الله الطغتك وَكَانَ نَائِبا على قلعتي بصرى وصرخد ولاه عَلَيْهَا الأتابك طغتكين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَبِير الْحُرْمَة توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَه الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه
الْمدرسَة الباذرائية
هِيَ الْآن مَشْهُورَة مَعْرُوفَة وَهِي بمحلة الْعِمَارَة الجوانية أَمَام حمام أُسَامَة الْمَعْرُوف بحمام سامية بِحَذْف الْألف من أَوله وبناؤها متين وداخلها ذُو طباق علوِيَّة وتحتية وَبهَا مجاورون لطلب الْعلم وَقَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب هِيَ دَاخل بَابي الفراديس والسلامة شمَالي جيرون وشرقي الناصرية الجوانية انْتهى وَهَذِه الْأَوْصَاف مَوْجُودَة إِلَّا الناصرية فان أَيدي المختلسين قد تناولتها فجعلتها دَارا للسُّكْنَى وَكَانَ مَوضِع الباذرائية قبل بنائها دَارا لرجل يُقَال لَهُ أُسَامَة
وَقَالَ ابْن كثير فِي حوادث سنة تسع وسِتمِائَة من تَارِيخه هَذَا هُوَ أُسَامَة الْجبلي كَانَ أحد أكَابِر الْأُمَرَاء وَكَانَ بِيَدِهِ قلعتا عجلون وكوكب وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد أَصَابَهُ النقرس فاعتقله الْعَادِل بقلعة الكرك وَاسْتولى على حواصله وأمواله وأملاكه وَمن ذَلِك دَاره وحمامه دَاخل بَاب السَّلامَة انْتهى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute