قَالَ العلموي لَعَلَّ وَاقِف هَذِه الْبقْعَة الْمَعْرُوفَة بالتاجية تَاج الدّين الْقَدِيم الَّذِي وقف نصف القاسارية الشغرية وَمَا مَعهَا على مؤذني الْجَامِع الْأمَوِي وعَلى السَّبع تجاه مَزَار سيدنَا يحيى يَوْم الْجُمُعَة وعَلى الدشيشة وَكتاب وَقفهَا مَوْجُود انْتهى
وَهَذِه التعريفات غايتها أَن واقفها لم يعلم علم الْيَقِين وَأما الدشيشة فَهِيَ طَعَام يطْبخ بِالْحِنْطَةِ وَقد كَانَ لَهَا وقف فانقضت أَيَّامهَا وَبقيت أوقافها يأكلها من يكون مفتيا بِدِمَشْق على وَجه حللته بزعمهم الْحِيَل على من يعلم السِّرّ وأخفى من السِّرّ وَأَقُول أَيْضا لَعَلَّهَا نِسْبَة إِلَى من درس بهَا وَهُوَ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ زيد بن الْحسن أبن زيد بن الْحسن الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الكفوي الْمُقْرِئ شيخ الْحَنَفِيَّة والقراء والنحاة بِالشَّام ومسند الْعَصْر فَأَنَّهُ درس بهَا وَفِي أَيَّامه جددت
تَرْجَمَة الْكِنْدِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر ولد يَعْنِي المترجم سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وأكمل المترجم الْقرَاءَات الْعشْر وَله عشرَة أَعْوَام قَالَه الذَّهَبِيّ وَقَالَ وَهَذَا مَا لَا أعلمهُ تهَيَّأ لأحد سواهُ قلت وَيُمكن أَن يكون هَذَا من شواذ الْعَادة والجبلة واعتنى بِهِ سبط أبن الْجَوْزِيّ فَأَقْرَأهُ وحرص عَلَيْهِ وأشتغل بفن الحَدِيث على عَادَة أَهله يَوْمئِذٍ وأتقن الْعَرَبيَّة ونال الجاه الوافر وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَكَانَ الْملك الْمُعظم يديم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ عَلَيْهِ فَينزل إِلَيْهِ من القلعة