الرَّحَى الكائنة بقرية الْقصير العتيقة بِالْقربِ من الخان وتعرف بالمكيسرة تَنْبِيه هَذِه الطواحين الثَّلَاث مَوْجُودَة الى الْآن وَهِي راكبة على النَّهر الَّذِي يسْقِي ارْض قَرْيَة عذرا وَهَذَا النَّهر يخرج من سفح الْجَبَل المطل على الدوير من الْجَانِب الشمالي وَفِي مَحل نبعه ثَلَاث عُيُون أَحدهَا من الْجَانِب الشَّرْقِي هَذَا النَّهر وبجانبه الى الغرب النَّهر الَّذِي يسْقِي مزارع قَرْيَة الدوير وبالقرب مِنْهُ نهر ثَالِث مُشْتَرك بَين قريتي الْقصير وَالريحَان الثُّلُثَانِ مِنْهُ للاولى وَالْبَاقِي للثَّانِيَة وَمن خَصَائِص هَذِه الانهر ان ماءها على مِقْدَار معِين لَا ينقص لَا فِي الصَّيف وَلَا فِي الشتَاء وانه يخرج من ينبوعه معتدل الْحَرَارَة دَائِما فَفِيهِ دَلِيل على انه مَاء معدني وَيُقَال لهَذِهِ الْعُيُون عُيُون فاس ريا وَأما الدوير فقد كَانَت زمن هَذَا الْوَقْف قَرْيَة عامرة وَأما الْآن فَلَا اثر لَهَا وَأما الْقصير فَالَّذِي يظْهر من كتاب وقف هَذِه الْمدرسَة انها كَانَت قَرْيَة عامرة بِالْقربِ من الخان على جَانب نهر عذرا من الْجِهَة الجنوبية ثمَّ خربَتْ وَعمر بَدَلا عَنْهَا قَرْيَة اخرى تبعد عَنْهَا الى الشمَال بِنَحْوِ خمس عشرَة دقيقة مُقَابل طاحون الْقصير ثمَّ خربَتْ ايضا وانتقل اهلها الى قَصَبَة دَوْمًا وَبقيت مزارعها فِي ايديهم وَذكر ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ الْبَلدة العتيقة فَقَالَ الْقصير ضَيْعَة اول منزل لمن يُرِيد حمص من دمشق وَلم يزدْ على هَذَا وَمِنْه يظْهر انها قَرْيَة قديمَة كَانَت مَشْهُورَة وَقَالَ فِي الْقَامُوس وَشَرحه تَاج الْعَرُوس الْقصير بَلْدَة بِدِمَشْق على فَرسَخ مِنْهَا انْتهى وَلَيْسَ بصواب بل بَينهَا وَبَين دمشق نَحْو من ارْبَعْ سَاعَات بسير الابل واخبرني بعض الثِّقَات مِمَّن اباؤه من الْقصير ان الْجَيْش العثماني لما توجه من طَرِيق الْبر الى طرد الفرنسويين من مصر سنة ارْبَعْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَألف جعل مُعَسْكَره عِنْد ثنية الْعقَاب بِالْقربِ من نهر عذرا فَجعلت العساكر تَأتي قَرْيَة الْقصير وينهبون أَهلهَا ويت عدون عَلَيْهِم فَسَار كبراء الْقرْيَة وَشَكوا أَمرهم الى الْقَائِد فارسل لَهُم من يحفظهم مُدَّة وجود الْجَيْش هُنَاكَ وَلما رَحل الْقَائِد بعسكره عَنْهُم اغتنم الْأَعْرَاب الفرصة فغاروا على الْقرى وَجعلُوا يَأْخُذُونَ من اهلها الخفارة ويظلمون وينهبون فسئم اهل الْقرى الصَّغِيرَة واخذوا ينضمون الى الْقرى الْكَبِيرَة الْمُجَاورَة لَهُم ليقدروا على مقاومة الاعراب وَدفع شرورهم فانضم اهل الْقصير الى اهل دَوْمًا وَسَكنُوا مَعَهم وَكَذَلِكَ أهل قَرْيَة بتوانه والدوير وَغَيرهمَا فكبرت دَوْمًا حِينَئِذٍ وضمت الى ارضها ارْض اهل الْقرى المنضم اهلها اليها وَهَذَا هُوَ سَبَب خراب الْقرى الصَّغِيرَة فِي الْغَالِب