للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الأموال والأولاد) *» .

٢٠-* (قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً أي أفظننتم أنّكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وقيل: للعبث، أي لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب، وإنّما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله- عزّ وجلّ- وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ أي لا تعودون في الدّار الآخرة كما قال تعالى أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً يعني هملا) * «٢» .

٢١-* (قال الحسن البصريّ: نزلت هذه الآية وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (لقمان/ ٦) في الغناء والمزامير) * «٣» .

٢٢-* (قال ابن كثير- رحمه الله-: وصف الله تعالى الكافرين بما كانوا يعتمدونه في الدّنيا باتّخاذهم الدّين لهوا ولعبا واغترارهم بالدّنيا وزينتها وزخرفها عمّا أمروا به من العمل للآخرة) * «٤» .

٢٣-* (قال ابن كثير في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ... (المنافقون/ ٩) يقول تعالى آمرا لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيا لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك، ومخبرا لهم بأنّه من التّلهّى بمتاع الحياة الدّنيا وزينتها عمّا خلق له من طاعة ربّه وذكره فإنّه من الخاسرين الّذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * «٥» .

٢٤-* (قال ابن كثير- رحمه الله: يقول تعالى تحقيرا لأمر الدّنيا وتهوينا لشأنها إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ (محمد/ ٣٦) : أي حاصلها ذلك إلّا ما كان منها لله عزّ وجلّ) * «٦» .

٢٥-* (قال ابن حجر في قوله صلّى الله عليه وسلّم: كلّ لهو باطل إذا شغله. أي شغل اللّاهي به (عن طاعة الله) أي كمن التهى بشيء من الأشياء مطلقا سواء كان مأذونا في فعله أو منهيّا عنه كمن اشتغل بصلاة نافلة أو بتلاوة أو ذكر أو تفكّر في معاني القرآن مثلا حتّى خرج وقت الصّلاة المفروضة عمدا فإنّه يدخل تحت هذا الضّابط، وإذا كان هذا في الأشياء المرغوب فيها المطلوب فعلها فكيف حال ما دونها) * «٧» .

٢٦-* (قال ابن القيّم- رحمه الله-:

فدع صاحب المزمار والدّفّ والغنا ... وما اختاره عن طاعة الله مذهبا

ودعه يعش في غيّه وضلاله ... على تنتنا «٨» يحيا ويبعث أشيبا


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٨٢) .
(٢) المرجع السابق (٣/ ٢٦٠) .
(٣) المرجع السابق (٣/ ٤٤٣) .
(٤) المرجع السابق (٤/ ٢٢٨) .
(٥) المرجع السابق (٤/ ٣٧٤) .
(٦) المرجع السابق (٤/ ١٨٢) .
(٧) فتح الباري (١١/ ٤٩) .
(٨) كذا في الأصل وفي إغاثة اللهفان على تنتا والتنتنا حكاية صوت الغناء والمعازف.