للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الاستغاثة]

[الاستغاثة لغة:]

الاستغاثة مصدر استغاث وهو مأخوذ من الغوث بمعنى الإغاثة والنّصرة عند الشّدّة، ويقال الغيث في المطر، واستغثته طلبت منه الغوث أو الغيث فأغاثني من الغوث، وغاثني من الغيث، وقوله تعالى وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ (الكهف/ ٢٩) يصحّ أن يكون من الغيث، ويصحّ أن يكون من الغوث، وكذا يغاثوا يصحّ فيه المعنيان، والغواث بالضّمّ: الإغاثة، وغوّث الرّجل، واستغاث: صاح واغوثاه. ويقول الواقع في البليّة: أغثني أي فرّج عنّي.

واستغاثني فلان فأغثته، والاسم الغياث. واستغثت فلانا فما كان لي عنده مغوثة، ولا غوث. وتقول: ضرب فلان فغوّث تغويثا إذا قال: واغوثاه وأغاثه الله، وغاثه غوثا وغياثا وهو ما أغاثك الله به «١» .

[واصطلاحا:]

قال ابن تيميّة- رحمه الله تعالى-:

الاستغاثة طلب الغوث وهو لإزالة الشّدّة كالاستنصار طلب النّصر، والاستعانة طلب

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١٦/ ٨/ ٧

المعونة «٢» .

[المغيث من أسماء الله الحسنى:]

ومن أسماء الله- عزّ وجلّ-: (المغيث) وهو بمعنى المجيب لكن الإغاثة أخصّ بالأفعال، والإجابة أخصّ بالأقوال.

[الفرق بين الاستغاثة والدعاء:]

وقال بعض أهل العلم: الفرق بين الاستغاثة والدّعاء. أنّ الاستغاثة لا تكون إلّا من المكروب وأمّا الدّعاء فإنّه أعمّ من ذلك؛ إذ إنّه يكون من المكروب وغيره. فبينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان في دعاء المكروب، وينفرد الدّعاء عنها في غير ذلك، فكلّ استغاثة دعاء، وليس كلّ دعاء استغاثة «٣» .

وقال أبو عبد الله الحليميّ- رحمه الله تعالى-:

الغيّاث هو المغيث، وأكثر ما يقال غياث المستغيثين، ومعناه المدرك عباده في الشّدائد إذا دعوه، ومجيبهم ومخلّصهم «٤» .


(١) لسان العرب (٦/ ٣٣١٢) ، وانظر الصحاح (١/ ٢٨٩) ، والمختار (٤٨٣) ، ومقاييس اللغة (٤/ ٤٠٠) ، ومفردات الراغب (٣٦٧) .
(٢) مجموع الفتاوى (١/ ١٠٥) .
(٣) فتح المجيد (١٦٥- ١٦٦) بتصرف شديد.
(٤) مجموع الفتاوى (١/ ١١١) .