مصدر قولهم: ضلّ يضلّ، وهو مأخوذ من مادّة (ض ل ل) الّتي تدلّ على ضياع الشّيء وذهابه في غير حقّه، وكلّ جائر عن القصد ضالّ، ورجل ضلّيل ومضلّل، إذا كان صاحب ضلال وباطل، تقول:
أضللت بعيري: إذا ذهب منك، وضللت المسجد والدّار، إذا لم تهتد إليهما، وكذلك كلّ شيء مقيم، لا يهتدى إليه، وقال الرّاغب: الضّلال: العدول عن الطّريق المستقيم، ويضادّه الهداية، ويقال الضّلال (أيضا) لكلّ عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا، ولكونه كذلك صحّ أن يستعمل لفظ الضّلال ممّن يكون منه خطأ ما، ولذلك نسب إلى الأنبياء وإلى الكفّار، وإن كان بين الضّلالين بون بعيد، ولذلك قال تعالى: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (الضحى/ ٧) أي غير مهتد لما يساق إليك من النّبوّة، وقال في يعقوب- عليه السّلام- إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ يوسف/ ٨) إشارة إلى شغفه بيوسف- عليه السّلام- وقال عن موسى- عليه الصّلاة والسّلام- قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (الشعراء/ ٢٠) تنبيه أنّ ذلك منه سهو.
وقال الجوهريّ: يقال: ضلّ الشّيء يضلّ
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
١٥١/ ٣٤/ ١٠
ضلالا، أي ضاع وهلك، والاسم: الضّل (بالضّمّ) ، والضّالّة: ما ضلّ من البهيمة، للذّكر والأنثى ورجل ضلّيل ومضلّل، أي ضالّ جدّا، وهو الكثير التّتبّع للضّلال، وأضلّه: أضاعه وأهلكه، وضللت المسجد والدّار: إذا لم تعرف موضعهما، وكذلك كلّ شيء مقيم لا يهتدى له، ويقال: أضلّه الله فضلّ (أي أنّ ضلّ تستعمل مطاوعة لأضلّ) ، ويقال إنّك لتهدي الضّالّ ولا تهدي المتضالّ، وتضليل الرّجل، أن تنسبه إلى الضّلال، والضّلال: الهلاك في قوله تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر/ ٤٧) والضّلال البعيد: إشارة إلى ما هو كفر كقوله وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً (النساء/ ١١٦) ، وقال ابن منظور: الضّلال والضّلالة: ضدّ الهدى والرّشاد، أي جار عن دين أو حقّ أو طريق.
ضللت تضلّ، هذه اللّغة الفصيحة، وضللت تضلّ ضلالا وضلالة. وبنو تميم يقولون: ضللت أضلّ، فهو من باب ضرب وعلم، وقد قرأ بهما جميعا قوله- عزّ وجلّ:- قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي (سبأ/ ٥٠) .
وأهل العالية يقولون: ضللت بالكسر، أضلّ وهو ضالّ تالّ، وهي الضّلالة والتّلالة. وأضلّه: جعله