إنْ قيل: سبَق في (باب: قُدوم الأَشعريين): أنَّه أمرَهم بخمْسٍ ذَودٍ من إبِل نهبٍ.
قيل: هما قضيَّتان أحدهما عند قُدومهم، والأُخرى في غزْوة تبوك، وعقْد الترجمتين يُشعر بذلك، أو اشتراهما مِن سَعْد من سُهمانه من ذلك النَّهب.
وأما قوله هناك:(بخمسٍ)، وهنا:(بسبعةِ أبعرةٍ)؛ فلأنَّ العدَد لا يَنفي الزائد.
ولا يُقال: القَرين إنما يقتضي اثنين، فالقَرينان أربعةٌ؛ لاحتمال أن يُراد بالقَرين الأعمُّ، فالثلاثة قَرينٌ أَيضًا، وذكر المرة الثَّانية تأكيدًا.
وأما قوله:(هذين) بالتذكير مع أن القَرينة مؤنثةٌ؛ فلأنَّ المراد بها البعير، وهو مذكَّرٌ، أو أشار أولًا بلفْظ:(هذين)، ثم قال: أعني القَرينين، فهو منصوبٌ على الاختصاص لا على الوصفيَّة.
وأما اللام فإما متعلقةٌ بـ (قالَ)، أو هي لام التَّبيين نحو:{هَيْتَ لَكَ}[يوسف: ٢٣].
* * *
٤٤١٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي في الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ؟ قَالَ:"أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إلا أنَّهُ لَيْسَ نبَيٌّ بَعْدِي".