٤٣٣٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ زيدِ بْنِ أَنسٍ، عَنْ أَنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، الْتَقَى هَوَازِنُ، وَمَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةُ آلَافٍ وَالطُّلَقَاءُ، فَأَدْبَرُوا، قَالَ:"يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ" قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:"أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ". فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالمُهَاجِرِينَ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالُوا، فَدَعَاهُمْ، فَأَدْخَلَهُمْ في قُبَّةٍ، فَقَالَ:"أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟! فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ".
التاسع:
(والطلقاء) جمع: طَلِيْق، وهو الأَسير الذي أُطلِق، وخُلِّي سَبيلُه، ويُراد بهم أهل مكة، فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - أطلَق عنهم، وقال لهم: أَقُول لكم ما قال يُوسُف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}[يوسف: ٩٢] زمانَ فزَعِهم وقَولهم: أَنْتَ أخٌ كريمٌ، وابن أخٍ كريمٍ.
فمن الطُّلَقاء أبو سُفيان بن حَرْب، وابنُه مُعاوِيَة، وحَكِيْم بن