(قلَّ عربي مشى)؛ أي: قليلٌ من العرَب مشَى في الدُّنيا بهذه الخَصْلة الحميدة التي هي الجهاد مع الجَهد، أي: الحِدَّة، أو التي هي الجُهد في المُجاهدة، وفي بعضها:(نَشَا) بلفظ الماضي من النُّشُوِّ، وفي بعضها:(مُشابهًا) اسم فاعلٍ من المشابهة.
قال (ع): يحتمل أنه يرجع اللَّفظين كما يقال: جادٌّ مُجِدٌّ، ولَيلٌ لايلٌ، وشِعْرٌ شاعِرٌ، أي: فيكون الأول: خبَر (إنَّ)، والثاني: إتْباع.
قال: وضبَطناه: (مشَى بها) من المَشْي، أي: مشَى بالأرض أو الحرْب، و (مُشابِهًا) من المشابهة، أي: مُشابهًا لصِفات الكمال، وقد يُنصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: رأَيتُه مُشابهًا، ومعناه: قلَّ عربيٌّ مثلُه في جمْعه صِفات الكمال.
قال: وضبَطَه بعضهم: (نَشَأَ بها)، بالنون، والهمز، أي: شبَّ وكَبر بها، أي: فيها، والهاء عائدةٌ إلى الحرْب، أو بلاد العرَب.
وهذه أوجه الرِّوايات.
ورُوي:(عَربيًّا) بالنصب، قال السُّهَيْلي: على التَّمييز، و (مثلُه) فاعلُ (قَلَّ)؛ لأنَّ في الكلام معنى المدْح، نحو عَظُم زيدٌ رجلًا، ووزْن قَلَّ فَعُلَ بالضمِّ؛ لأنَّ اسم فاعله قَليلٌ.
* * *
٤١٩٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنسٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا