للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالح، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعْدِ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيشٍ يُكَلِّمنَهُ وَيَسْتكْثِرنه، عَالِيةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتهِ، فَلَمَّا اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "عَجبْتُ مِنْ هؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابِ"، فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهبْنَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أتهبْنَنِي وَلَا تَهبْنَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟! فَقُلْنَ: نعم، أَنْتَ أفظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غيْرَ فَجِّكَ".

الخامس:

(ويستكثرنه)؛ أي: يطلبن كثيرًا من كلامه لحوائجهن، وفتاويهن.

(عالية) بالرفع والنصب، فإما أنه قبل نزول: {لَا تَرفَعُوَا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: ٢]، وإما أنه كان لاجتماع الأصوات، لا أن كلَّ واحدة تكلمت بانفرادها أعلى من صوته - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>