للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى ماله. فلمّا كان فى شهر رمضان، سنة اثنتين وتسعين، قدم من جهة الحاكم داع يقال له ختكين (١) الملقّب بالضّيف إلى دمشق، فبرز ابن فلاح وأقام بظاهر دمشق. فأراد الضيف أن ينقص الجند من أرزاقهم، فشغبوا وساروا يريدون ابن عبدون النصرانى، وكان على تدبير المال وعطاء الأرزاق، فمنعهم الضّيف وأغلظ فى القول لهم، وكان قليل المداراة، فرجعوا إليه وقتلوه، وانتهبوا دور الكتّاب والكنائس. وتحالف المغاربة والمشارقة من العسكر على أن يكونوا يدا واحدة فى طلب الأرزاق، وأنهم يمتنعون (٢) ممّن يطالبهم بما فعلوه؛ وحلف لهم على [بن جعفر] (٣) بن فلاح أنه معهم على ما اجتمعوا عليه. فبلغ ذلك الحاكم فقال: هذا قد عمى. فبعث يعزله عن دمشق، فسار عنها فى يسير من أصحابه؛ وذلك فى شوّال منها. وتأخر العسكر بدمشق، فقدم إليها تموصلت بن بكار من قبل الحاكم، فلم يزل عليها إلى أن ولى مفلح اللّحيانى (٤) دمشق فى ذى الحجة سنة ثلاث وتسعين. وكان خادما وفى وجهه شعر، فسار إليها.

وفيها قتل أبو على الحسن بن عسلوج (٥) فى المحرّم وأحرق.

وقتل على بن عمر بن العدّاس (٦) فى شعبان وأحرق.


(١) أبو منصور ختكين العضدى القائد. النجوم الزاهرة: ٢٠٥:٤، ٢٢٢. يقول ابن القلانسى: واقتضى رأيه أن ينقص واجبات الأجناد ويغالطهم ويظهر شيئا من التوفير، وترك أمر تدبير الأولاد لكاتب نصرانى يعرف بابن عبدون. ذيل تاريخ دمشق: ٥٧ - ٥٨. وهذا يتفق مع ما جاء هنا بالمتن.
(٢) فى الأصل: وأنهم يمتنعوا.
(٣) ما بين الحاصرتين من النجوم الزاهرة: ٢٠١:٤، ومن ذيل تاريخ دمشق: ٥٧.
(٤) كان قد تولى قبل ذلك مدينة صور. واسمه الكامل - طبقا لابن القلانسى - القائد أبو صالح مفلح الخادم اللحيانى. الخطط: ٢٨٥:٢؛ ذيل تاريخ دمشق: ٥٨ - ٦٢.
(٥) لم أعثر إلا على عسلوج بن الحسن وكان قد أشرف على الأموال أيام المعز لدين الله مقاسمة مع يعقوب بن كلس، ثم عمل أيضا للعزيز بالله، ولعله هو المقصود، ويرجح ذلك ما جاء فى الطيارة الملصقة بهذه الصفحة بالأصل؛ انظر الصفحة التالية
(٦) أبو الحسن على بن عمر، ابن العداس، تولى الوزارة العزيز بالله بعد وفاة يعقوب بن كلس. وتولى النظارة كذلك بعد مصرع فهد بن إبراهيم النصرانى أيام الحاكم وكانت رقبة فهد قد ضربت فى ثامن جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ بعد أن مكث فى النظر خمس سنين وتسعة أشهر. انظر ما تقدم، وكذلك النجوم الزاهرة: ٥٢:٤.