للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر بإتمام بناء الجامع الذى ابتدأ بعمارته العزيز على يد وزيره يعقوب بن كلّس خارج باب الفتوح من القاهرة، فقدرت النفقة عليه أربعين ألف دينار، فابتدى بعمله (١).

وفى خامس عشر من شهر رجب ضرب عنق أبى طاهر محمود بن النحوى الناظر فى أعمال الشام لكثرة تجبّره وعسفه بالناس.

وفى غرة شعبان جمع فى الجامع الجديد بظاهر باب الفتوح.

وقطع الحاكم الركوب فى الليل.

وردّ إلى أولاد فهد بن ابراهيم سروجهم المحلاّة وأمروا بالركوب بها. وأطلق من اعتقل من الكتاب النصارى.

وصلى الحاكم فى رمضان بالناس أجمعين بعد ما خطب؛ وصلى صلاة عيد الفطر وخطب على الرسم. وأكثر من الحركة فى شهرى رمضان وشوال إلى دمنهور (٢) والأهرام وغيرهما.

وسافر الحاجّ للنصف من ذى القعدة.

وأما الشام فإنه لما مات جيش بن الصّمصامة فى شهر ربيع الآخر سنة تسعين ولى دمشق شيخ من المغاربة يقال له فحل بن تميم (٣)، فلبث شهورا ومات؛ فقدم عند الحاكم على [ابن جعفر (٤)] بن فلاح فنزل على دمشق ليومين بقيا من شوّال، وأقام بها غير منبسط اليد


(١) بدأ العزيز بالله عمارته سنة ٣٨٠، وصلى الجمعة فيه فى الرابع عشر من رمضان سنة ٣٨١ قبل أن تكتمل عمارته، وموقعه بين بابى الفتوح والنصر داخل مدينة القاهرة، وأشرف على بنائه الحافظ عبد الغنى بن سعيد المصرى، أبو محمد، وكان إمام زمانه فى علم الحديث وحفظه، انظر نهاية الأرب للنويرى؛ النجوم الزاهرة: ٤ (فى مواضع)؛ الخطط: ٢٧٧:٢. ويعرف أيضا باسم الجامع الأنور.
(٢) لعل المقصود بها شبرا دمنهور، وهى التى أصبحت تعرف منذ زمن الأيوبيين باسم شبرا الخيمة.
(٣) فى ذيل تاريخ دمشق: ٥٧ يذكر ابن القلانسى أن اسمه تميم بن إسماعيل المغربى القائد ويعرف بفحل. ويزيد النويرى فى ألقابه: المعزى.
(٤) ما بين الحاصرتين من النجوم الزاهرة: ٢٠١:٤، ومن ذيل تاريخ دمشق: ٥٧.