للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٦٩] سنة تسع وأربعمائة (١):

فى آخر شوال ركب الوزير علىّ بن جعفر بن فلاح إلى البرك التى قبل الخليج خارج القاهرة، فثار عليه فارسان، فأخذه أحدهما فألقاه، وفرّا، فلم يعرف خبرهما، وحمل إلى داره فمات من الأخذ. وولى الوزارة بعده الظهير صاعد بن عيسى بن نسطورس فأقام إلى رابع ذى الحجة. وقيل تولّى بعده شمس الملك مسعود بن طاهر الوزان.

وفيها عزل الحاكم سديد الدولة (٢) عن دمشق، ووليها عبد الرحيم بن إلياس، وسار إليها لعشرين من جمادى الآخرة (٣)، فبينما هو فى قصره إذ هجم عليه قوم ملثمون فقتلوا جماعة من غلمانه، ثم أخذوه ووضعوه فى صندوق وحملوه إلى مصر. فلم يكن بها أكثر من شهرين، ثم أعيد إلى دمشق فأقام بها ليلة العيد. وورد من مصر رجل يقال له أبو الداود المغربى ومعه جماعة، وأخرجوا عبد الرحيم وضربوا وجهه؛ وأصبح الناس يوم العيد وليس لهم من يصلى بهم. وعجب الناس من هذه الأمور.

وفيها سومح ضامن الصعيد الأعلى بما عليه وهو أربعة وستون ألف دينار وسبعمائة وخمسة وستون دينارا.


(١) ويوافق أول المحرم منها العشرين من مايو سنة ١٠١٨.
(٢) سديد الدولة أبو منصور، وكان قد وصلها واليا لخمس بقين من ذى القعدة سنة ٤٠٨ فوصله كتاب العزل فى الخامس من ربيع الآخر سنة ٤٠٩. ذيل تاريخ دمشق: ٦٩.
(٣) يذكر ابن القلانسى أنه وصل دمشق لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ٤١٠، وأنه ظل على ولايتها إلى يوم الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة ٤١١. وبهذا يكون قد بقى بها أكثر من الشهرين اللذين ورد ذكرهما فى المتن. ذيل تاريخ دمشق: ٧٠:٦٩.