للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست وخمسين وأربعمائة (١):

فى ثالث عشرى المحرم صرف أحمد بن عبد الحاكم عن القضاء والوزارة. وتقلّد الوزارة أبو المكارم المشرف بن أسعد بن مقبل، وفوّض قضاء القضاء لأبى محمد الحسن بن مجلى بن أبى كدينة؛ ثم صرف، وأعيدت الوزارة لأبى غالب عبد الطاهر بن الفضل، وفوّض القضاء لأبى الحسن على بن عبد الحاكم فى سابع عشرى ربيع الآخر؛ ثم صرف عن القضاء فى خامس جمادى الأولى بأبى القاسم عبد الحاكم بن وهيب. ثم صرف أبو غالب عن الوزارة واستدعى أبو البركات حسين بن عماد الدولة الجرجرائى من صور فحضر إلى مصر ووليها فى مستهلّ رجب، فأقام إلى العشر الأخر من رمضان وصرف عنها؛ وصرف أيضا عن القضاء عبد الحاكم. وجمعا معا، الوزارة والقضاء، لابن أبى كدينة، فباشرهما إلى رابع ذى الحجة، فصرف عن الوزارة وقرّر فيها أبو على الحسن بن أبى سعيد التّسترى؛ وقرر فى القضاء أحمد بن عبد الحاكم.

وفيها فارق أمير الجيوش بدر ولاية دمشق فرارا من أهلها لثورتهم به؛ فقرّر المستنصر بدله الأمير حصن الدولة أبا الحسن معلى بن حيدرة بن منزو بن النعمان الكنانى. وفيها قتل قطلمش بن إسرائيل بن سلجوق (٢)، صاحب قونية (٣) وآق سرا (٤)، فقام بعده ابنه سليمان ابن قطلمش وفتح أنطاكية.


(١) ويوافق أول المحرم منها الخامس والعشرين من ديسمبر سنة ١٠٦٣.
(٢) وكان مصرعه بالقرب من الرى فى معركة بينه وبين ألب أرسلان، سلطان السلاجقة، وقد اشترك نظام الملك، وزير ألب أرسلان، فى هذه المعركة. يقول ابن الأثير: «وجد قتلمش - بعد المعركة - ميتا ملقى على الأرض لا يدرى كيف كان موته، قيل إنه مات من الخوف». الكامل: ١٢:١٠ - ١٣. وكان قتلمش من كبار الأمراء السلاجقة، وهو رأس الفرع السلجوقى الذى حكم آسيا الصغرى وعرف هذا الفرع باسم سلاجقة الروم. ويرسم اسمه بالطاء أيضا: قطلمش.
(٣) كانت فى معظم الوقت عاصمة دولة سلاجقة الروم، وتقع داخل منطقة تلال كبادوكيا. معجم البلدان: ٧٦:٧؛ انظر كذلك: A History of the Crusades;Vol.l;the map;P .٨٠.
(٤) أو أقصر اى أو أق سرى فى نفس المنطقة المذكورة فى الحاشية السابقة. نفس المصدر: P .٦٢٥ ؛ وكذلك الخريطة ص: ٨٠ من نفس الكتاب.