للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (١)

فيها سيّر الحافظ الرّشيد أبا الحسين أحمد بن الزبير (٢) رسولا إلى اليمن بسجلّ يقرؤه عليهم، فخرج فى ربيع الأول.

وفيها خرج أبو الحسين ابن المستنصر إلى الأمير خمارتاش الحافظى صاحب الباب وقال له: اجعلنى خليفة وأنا أولّيك الوزارة، فطالع الحافظ بذلك، فأمر بالقبض عليه، فقبض واعتقل.

وفيها قدم، فى جمادى الآخرة، من دمشق الأمير مؤيد الدّولة أسامة بن منقذ وإخوته وأهله، ومعهم نظام الدين أبو الكرام محسن وزير صاحب دمشق، معاضدين له، فأكرم مثواهم وأنزلوا، وأفيضت عليهم العطايا، وتواترت الإنعامات (٣).


(١) ويوافق أول المحرم منها الرابع من يوليو سنة ١١٤٤.
(٢) ولد بأسوان ورحل إلى مصر واتصل بوزرائها وخلفائها ومدحهم فتقدم عندهم. أرسله الحافظ إلى اليمن داعية له فيقال إنه دعا لنفسه وضرب السكة باسمه فقبض عليه وأرسل إلى مصر، فعفا الخليفة عنه. وهو ابن أخت الموفق ابن الخلال كاتب الإنشاء للفاطميين، ترقى فى الخدمة حتى تولى نظارة ديوان الإسكندرية سنة تسع وخمسين وخمسمائة فى وزارة الصالح طلائع بن رزيك، وقتله شاور فى وزارته لميله إلى أسد الدين شيركوه الذى كان قد ساعد شاور على استرجاع منصب الوزارة. خريدة القصر قسم شعراء مصر: ٢٠٠:١ - ٢٠٢.
(٣) ويذكر ابن القلانسى فى سبب خروج أسامة وأهله من دمشق أن رئيس دمشق الأمير الرئيس مؤيد الدين خرج إلى صرخد مستوحشا من تصرف وزير دمشق أبى الكرام نظام الدين ومن الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن على بن منقذ، ثم ترددت المراسلات بين الرئيس مؤيد الدين والأمير معين الدين أنر، أتابك صاحب دمشق، وتكرر المقال بين الرجلين اعتذارا ومعاتبة حتى أسفرت الحال عن تصالحهما على أن يخرج أبو الكرام الوزير وأسامة بن منقذ إلى ناحية مصر بأهليهما ومالهما وأسبابهما، فسار إلى مصر بعد استئذان صاحبها وعاد الأمير مؤيد الدين إلى دمشق. ذيل تاريخ دمشق: ٢٧٧ - ٢٧٨.