وقتل الأستاذ أبو الفضل زيدان، صاحب المظلّة لعشر بقين من ذى الحجة؛ ضرب عنقه.
وفيها استأذن عبد الأعلى بن الأمير هاشم بن المنصور أن يخرج إلى بعض ضياعه، فأذن له الحاكم؛ فخرج بجماعة من ندمائه؛ فبعث الحاكم عينا يأتيه بخبرهم، فصاروا إلى متنزّههم فأكلوا وشربوا، وجرى من حديثهم أن قال أحد أولاد المغازلى المنجم لابن هاشم: لا بدّ لك من الخلافة، فأنت إمام العصر. فلمّا عادوا ودخل ابن هاشم على الحاكم وجلس أخرج الحاكم من تحت فراشه سيفا مجرّدا وضربه به، فحمل إلى داره وكتب يعتذر عن ذنبه إن كان قيل عنه، ويحلف ويذكر أن ضربته سالمة، ويسأل الإذن فى طبيب يعالجه؛ فأجيب إلى ذلك.
فلمّا أفاق استأذن فى الدخول إلى الحمام، فأذن له؛ فبعث الحاكم إلى الحمّام من ذبحه فيه وأتاه برأسه. وبعث إلى من حضر المجلس فقتلوا وأحرقوا بالنار، وفيهم أولاد المغازلى وابن خريطة وأولاد أبى الفضل بن الفرات وفتيان من كتامة. وتتابع القتل فى الناس من الجند والرعية بضروب مختلفة (١).
(١) فى هذا المكان بالأصل طيارة جاء فيها «سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. قتل الحاكم بأمر الله جماعة منهم العسكرى منجمه، وله أخبار، وأبو على عسلوج، وابن غرة الكتامى، وعلى بن البدول الشاعر الأعمى، وعباس بن زبيرى الكتامى، والمقداد بن جعفر الكتامى، وعلى بن سلمان الكتامى، سقاه أخوه عقب خروجه من الحمام شربة سويق فمات عند وصوله إلى بيته، وقال: قتلته قتلة مستورة وكانت أحب إلى من ضرب عنقه وإحراقه بالنار على عيون الأعداء. وقتل ابن أبى خريطة صاحب برجوان، وابن المغازلى المنجم، وجعفر بن محمد الدبيثى وأبو غالب أخو فهد بن إبراهيم، وأبو إبراهيم سهل بن كلس أخو يعقوب الوزير، ورشيق الحمدانى، وإسماعيل بن سوار صاحب برجوان وابن حمود الكتامى، ومخلف بن عبد الله بن الكتامى، ويحيى بن سليمان الكتامى، ومحمد بن على بن فلاح، وابن قنطرية الكتامى. الحمد لله، القاضى الأجل أمين الدولة أبو طالب عبد الله بن محمد بن عمار بن الحسين بن قندس بن عبد الله بن إدريس بن أبى يوسف الطائى، توفى بطرابلس الشام ليلة السبت نصف رجب سنة أربع وستين وأربعمائة. أمير الجيوش المظفر مصطفى الملك عدة الإمام وسيفه منتخب الدولة أنوشتكين الدزبرى … صمصام الدولة القاضى الأعز الأجل سند الحكام جلال الدولة وعمادها ذا المعالى صفى أمير المؤمنين القاضى الناصح ثقة الثقات عين الدولة أبو الحسن محمد بن عبد الله بن على بن عياض. الوزير الأجل شرف الوزراء تاج الرؤساء العادل الأمير الأوحد المكين معز الدين مغيث المسلمين عمدة أمير المؤمنين أبو الفضل يحيى بن أحمد بن المدبر، تقلد الوزارة أولا سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. الوزير الأجل الكامل الأوحد صفى أمير المؤمنين وخالصه أبو الفتوح محمد بن جعفر بن المغربى الأفضل عباس بن أبى الفتوح بن يحيى بن تميم المعز بن باديس وزير مصر فى … » اه. ويبدو أن هذه الطيارة تتكون من بضع أحداث كان المؤلف يزمع اضافتها فى مواقعها، وأن هذه المعلومات لم تكن قد اكتملت بعد.