للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما قدم الجماعة انتقض الإخشيدية والكافورية، وكان قد بلغهم ذلك وهم عند القائد جوهر، فتسرعوا فى الانصراف من عنده، وبلغ جوهر - بعد انصرافهم - انتقاض الصلح، فأدرك الجماعة، وأعلمهم بأن القوم قد نقضوا الصلح، وطلب إعادة أمانه إليه، فرفقوا به، فقال للقاضى أبى طاهر:

ما تقول يا قاضى فى هذه المسألة؟»

فقال: «ما هى»؟

فقال: «ما تقول فيمن أراد العبور إلى مصر ليمضى إلى الجهاد لقتال الروم فمنع، أليس له قتالهم؟»

فقال له القاضى: «نعم».

فقال: «وحلال قتالهم؟»

قال: «نعم».

ولما وافى أبو جعفر مسلم ومن معه من عند جوهر جاءه الناس، وركب إليه ابن الفرات فى موكب عظيم، وعنده جماعة الوجوه، فقرأ عليهم كتاب جوهر بالأمان والشرط، وأوصل كتاب ابن الفرات وكتب الجماعة، فامتنع القوم من قبول ذلك، وقال فرح البجكمى للشريف مسلم:

«لو جاءنا جدّك بهذا ضربنا وجهه بالسيف».

فلامهم ابن الفرات على ذلك، وقال: «أنتم سألتم الشريف هذه المسألة، فلم يقنع حتى أخذ معه أبا إسماعيل - وهو رجل حسنى -، وأخذ معه قاضى المسلمين، وأخذ معه رجلا عباسيا».

وسكت الشريف مسلم، فلم يزد على أن قال: «خار الله لكم».

واشتغل ابن الفرات يسارر الشريف مسلم، والإخشيدية والكافورية فى خوض، فقالوا كلهم:

«ما بيننا وبين جوهر إلا السيف»: