للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان الزّبير يكنّى بابنه الطاهر، وكان الطاهر من أظرف فتيان قريش وبه سمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولده، وأخبر الزّبير عن موت ظالم كان بمكة فقال: بأي عقوبة كان موته؟ فقيل: مات حتف أنفه (١)، فقال: لا بدّ من يوم ينصف الله (٢) فيه المظلومين، وفي هذا دليل على إقراره بالبعث، وأمّا حجل فوقع في كلام الشيخ أبي عبد الله بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وكذا قيّده (٣) الدارقطني، ورواية ابن (٤) إسحاق في السّير بالعكس، وهو منقول من الجحل الذي هو السّقاء (٥) الضخم، والجحل أيضا ضرب من اليعاسيب (٦) وجحل لقب الحكم ابن (٧) جحل، رجل يروي (٨) عن علي رضي الله عنه، ومن حديثه عنه أنّه قال:

«من فضّلني على أبي بكر جلدته حدّ الفرية» ذكره الدارقطني (٩)، ولقّب حجل عمّ


= اللآلي للبكري: ٢/ ٧٧٣، وقال البكري: «قوله: محمد بن عبدم قيل إنه أراد ابن عبد المطلب كما قال الآخر: قلت لها قفي قالت قاف، والصحيح أنه أراد ابن عبد وزاد الميم كما تزاد في ابن، قال الشاعر: لقيم بن لقمان من أخته فكان ابن أخت له وابنما
(١) وهو مثل، ويروى أيضا: «مات حتف أنفيه» «ومات حتف فيه» أي مات ولم يقتل، وأصله أن يموت الرجل على فراشه فتخرج نفسه من أنفه أو فمه. مجمع الأمثال للميداني: ٢/ ٢٦٦.
(٢) في نسخة (ح): «إليه».
(٣) انظر المؤتلف والمختلف: ١/ ٨٠٦.والإكمال لابن ماكولا: ٢/ ٥٠ وتبصير المنتبه: ١/ ٢٤٤.
(٤) في السيرة، القسم الأول: ١٠٩: حجل بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وفي هامش التحقيق في نسخة أخرى للسيرة جحل بتقديم الجيم على الحاء المهملة، ولعل هذه النسخة هي التي اطلع عليها المؤلف رحمه الله.
(٥) انظر: الصحاح: ٤/ ١٦٥٢ مادة (جحل).
(٦) قال الجوهري: وهو في خلق الجرادة إذا سقط لم يضم جناحيه. الصحاح: ٤/ ١٦٥٢ مادة (جحل).
(٧) الحكم بن جحل، بفتح الجيم وسكون المهملة، الأزدي البصري ثقة. الإكمال: ٢/ ٥٠، تبصير المنتبه: ١/ ٢٤٤، تقريب التهذيب: ١٧٤.
(٨) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة: ١/ ٨٣.
(٩) انظر: المؤتلف والمختلف: ١/ ٨٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>