(١) ورد ذلك - مبهما - في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: ٤/ ٩٥ (الفتح) كتاب فضائل المدينة، باب «لا يدخل الدجال المدينة» والإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢٢٥٦ كتاب الفتن، باب «في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه» والذي صرح بأنه الخضر أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان راوي صحيح مسلم عن مصنفه، وأورده ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات: ٦١١ - ٦١٣ ورد ابن العربي هذا القول بقوله: «وهذه دعوى لا برهان لها» واستدل القائلون بأنه الخضر بما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي عبيدة بن الجراح - مرفوعا - في ذكر الدجال: «لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي ... الحديث. انظر فتح الباري: ١٣/ ١٠٤، كتاب الفتن ومن أبرز أصحاب هذا الرأي الإمام النووي حيث صرح به في شرحه لصحيح مسلم: ١٨/ ٧٢، وقال: «وهو الصحيح». ورجح جماعة من المحدثين وغيرهم أنه مات، ولم يدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم مستدلين بقوله تعالى وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [الأنبياء: ٣٤].وبالحديث المرفوع الذي أخرجه مسلم في صحيحه: ٥/ ١٥٦ كتاب الجهاد «اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» وبالإضافة إلى ثبوت عدم حضوره عند النبي صلّى الله عليه وسلّم ولا قتاله معه ضد الكفار، ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان مبعوثا إلى الناس كافة ... إلى غير ذلك من الأدلة التي أوردها الحافظ ابن حجر لأصحاب هذا الرأي ومخالفيهم في مصنفيه الإصابة: ٢/ ٢٩١ - ٣١٠، والزهر النضر: ٢٠٢ - ٢٠٩. (٢) انظر قوله في المحرر الوجيز: ٢/ ٤٠٢، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٨٩. (٣) المؤتفكة: كانت بقرب مدينة سلمية الشام وهي التي انقلبت بأهلها. والائتفاك: الانقلاب. معجم البلدان: ٥/ ٢١٩. (٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ٥/ ٤٤٤ عن ابن زيد، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: