لو هفوات النسيم مرت … عليه من لطفه تجعد
جامع حسن إذا تبدى … خرت عيون الأنام سجد
وقبلة العشق ان بعيني … أبصرت في الحالتين معبد
صيرت دمعي عليه وقفاً … مسبلاً جارياً مؤبد
وعاذل بات قبل هذا … يطعن في حسنه ويجحد
ومذ بدا وجهه هلالاً … يفوق بدر السما تشهد
وفوق خديه حسن خال … بكعبة الحسن قد تعبد
حماه ربي فكيف أضحى … في وسط نيرانه مخلد
لم أنس أن زارني بليل … كأنه كوكب توقد
وابتسم الثغر عن لآل … فهمت في عقدها المنضد
واستعبر الجفن من دموع … لما رأى صدره تنهد
أرشفني من رحيق ثغر … كأساً وحيا بوردة الخد
شممت منه عبير خال … يعبق من نشره شذا الند
فيا له عنبر ذكي … وعاذلي فيه قد تبلد
يا مالك الحسن جد بنعما … ن وجنتي خدك المورد
وإن تكن شافعي فإني … أشكر رب السما وأحمد
قاضي القضاة الأنام كنز ال … غنى حليف الندى المؤيد
حامي ذرى المجد والعلا من … فاق الورى في حلى وسودد
بنى له الفضل بيت عليا … له بساط النجوم مقعد
وأعربت عن علاه خيم … بالعطف مرفوعها تأكد
مولى به الله في الورى قد … أعز أحكامه وأيد
أعف في الحكم من مشينا … تحت لواعد له وأزهد
له مع الله حسن حال … مظهر غيب له ومشهد
ما مثله في وفا وحلم … إن وعد المرء أو توعد
ولم يقل في ندا وعلم … لمن أتى سائلاً إلى الغد
ذو راحة أتعبت حسوداً … قصر عن مثلها وفند
كم قلت لما سما فحاذى … رأس سماك وفرق فرقد
يا هل ترى غاية لعليا … منفرد في الأنام أوحد
وليت شعري أنال ذا عن … أب علي المقام أمجد
في مصره كم أغاث حياً … أتهم في غوره وأنجد
وكم وكم قد أمات خصماً … عاند في شرعه وألحد