الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأعظم سيدنا محمد ﷺ الداعي إلى الحق والخير وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد، فقد أتم الله علينا نعمه، ولله الحمد، بإكمال طباعة هذا السفر العظيم «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» مع مقدمة هدي الساري للإمام الحافظ أحمد بن على بن حجر العسقلاني (٧٧٣ - ٨٥٢ هـ) وكان ذلك في شهر رمضان المبارك سنة ألف وثلاثمائة وتسعين من هجرة المصطفى ﷺ
وكان والدى السيد المحقق الأستاذ محب الدين الخطيب ﵀(١٣٠٣ - ١٣٨٩ هـ) قد بذل جهدا موفوراً لإتمام هذا الفتح فى أصح صورة وعلى أكمل وجه: تحقيقا وتبويبا وتصحيحا لتجاربه، كما استقصى أطراف أحاديثه ونبه على أرقامها في كل حديث الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقى ﵀
وكان السيد الوالد قد كرس كل وقته وإلى آخر دقيقة من حياته لإخراج هذا المصنف النفيس ليكون أصبح الطبعات وأتقنها وأيسرها في المراجعة والدراسة
ثم من الله على بما كان يتمناه، رحمة الله عليه، بإكمال هذا الفتح الكبير الذي أرجو من الله تعالى أن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يجعله حسنة من حسنات جهاده المشهود، ومثوبة لمن قاموا على خدمته وساهموا في إعادة طبعة، وفي مقدمتهم فضيلة العالم الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز نفعنا الله بعلمه