للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جير، ومعناه: اعترف وأقر، كما أن معنى هيهات: بعد، وبني على الكسر على أصل التقاء الساكنين. انتهى.

ونقل أبو حيان في "تذكرته" عن شيخه أنه اسم فعل، قال فيها: جير: اسم فعل واقع موقع المضارع، وقال شيخنا: بمعنى أعترف، وقال أبو صدقة الأعرابي: إذا حدثك محدث فقل له: جير، أي: صدقت، وبناؤه على الكسر، ولا يفتح إذا كان اسم فعل، وتنوينه يدل على اسميته، فإذا نون كان معناه أعترف اعترافاً، وإذا لم ينون كان معناه: أعترف الاعتراف، كحال "أف" إذا نون كان المعنى: أتضجر تضجراً، وإذا لم ينون كان معناه: أتضجر التضجر. انتهى كلامه. وقد حكى ابن أبي الربيع هذه المذاهب الأربعة في جير في كتابه "الملخص".

والبيت من قصيدة عدتها ستة عشر بيتاً لطفيل الخيل، وهي هذه:

صحا قلبه وأقصر اليوم باطله ... وأنكره ممّا استفاد حلائله

أي: قلب العاشق، وأقصر: زال، وأصله: أقصر فلان عن الباطل: إذا أمسك عنه مع القدرة عليه، وحلائله: فاعل أنكره، جمع حليلة، وهي الزوجة، ومما استفاد، أي: استحدث من الشيب، وروي أيضاً: "وأنكر شيب الرأس منه حلائله".

يرين ويعرفن القوام وشيمتي ... وأنكرن ريع الرأس والشيب شامله

القوم: القامة، والشيمة: الخلق، وريع الرأس، يعني: ريع الشيب، وهو أوله، وكذلك ريعان كل شيء: أوله.

وكنت كما يعلمن والدهر صالح ... كصدر اليماني أخلصته صياقله

<<  <  ج: ص:  >  >>