قوله: من لقلب .. إلى آخره، أي: من له يؤنسه، وما زائدة، وعرى الأحكام هي: الأحكام المتمسك بها كالعروة، والمرسى: موضع الإرسال متعدى رسا يرسو: إذا ثبت، والعمى: الجهل، والتعامي: التجاهل، يقول: لا أنثني ولي نفس تفضلهم، ونفس تفضل غيرهم، أو شاكة في فضلهم، بل نفسي فيهم واحدة، لا أفضل عليهم أحداً، وهمام كقطام، قال أبو عمرو: معناه لا أهم بذلك، وقوله: أخلص الله لي هواي ... البيت، ذكروا أن جعفر بن محمد لقي الكميت فاستنشده هذه القصيدة، فلما بلغ هذا البيت قال له: يا أبا نهشل، هلا قلت:
أخلص الله لي هواي فقد أغرق نزعاً ولا تطيش سهامي
قال الكميت: فهو كذلك، يقول: لا أتعمق كل التعمق الذي يهلكني، أي في قولي أبلغ ما أريده، ولا يكون كالسهم الطائش الذي يطيش عن القصد. وقوله: ليست شعري هل أتينهم، أي: قبل الموت.
وترجمة الكميت بن زيد تقدمت في الإنشاد السابع من أول الكتاب، وأخطأ العيني في نسبة هذا البيت للكميت بن معروف، وهو شاعر إسلامي، وجده الكميت بن ثعلبة، وهو أيضاً شاعر مخضرم.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الخمسمائة]
(٥٦٧) ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
على أن الاستفهام فيه بمعنى النفي، ولذا زيدت الباء في خبر المبتدأ، قال الفراء في تفسيره عند قوله تعالى:(ومَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ)[الآية/ ٢٤٦] من