الصبر: حبس النفس عن الجزع، والاصطبار أبلغ منه، وشكوى الإنسان غبره إخباره بسوء فعله، والفعل: شكوته شكاية، والشكوى: اسم مصدر، و "سمع" مفسر لعامل الجار والمجرور والمرفوع، أي: فهل سمع بأعجب من هذا امرؤ! يريد: أن اصطبار المظلوم وشكوى الظالم غريب يتعجب منه.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد السبعمائة]
(٧١٣) سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محياك أخفى ضوؤه كل شارق
سرينا: من السرى، وهو سير الليل، وأضاء: انتشر نوره، ويأتي متعدياً أيضاً، ويقال أيضاً: ضاء، بلا ألف، والمحيا: الوجه، لأنه يحيى عند رؤيته، والشارق: النجم، وكل مضيء، والمراد: ذو الشروق، كتامر ولابن، وبدا: ظهر.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع اشر بعد السبعمائة]
(٧١٤) الذئب يطرقها في الدهر واحدة ... وكل يوم تراني مدية بيدي
على أم مدية مبتدأ، وبيدي: خبر، وصح الابتداء بالنكرة لوقوعها في أول جملة حالية، كقوله في البيت السابق: ونجم قد أضاء.
والبيت ثاني بيت أوردهما أبو تمام في أول الأضياف من "الحماسة" والذي قبله:
تركت ضأني تود الذئب راعيها ... وأنها لا تراني آخر الأبد