ودامت الحرب بينهم أربعين سنة إلى أن ضعف قيس بن زهير، فحالف ربيعة ابن قرط، فنزل قيس مع بني عبس عنده.
وقوله: وكنت إذا منيت، أي: بليت، ودلفت: أسرعت، والنئاد، بهمزة ممدودة، قبلها نون: الشديدة من الدواهي، وتقسم: تكسر، وتجوب، تشق
وقوله: كجار أبي داؤد، الجار هنا: الحليف والناصر، كان أبو داؤاد الإيادي في الجاهلية جاور الحارث بنهمام بن مرة الشيباني، فخرج صبيان الحبي يلعبون في غدير، فغمسوا ابن أبي داؤد، فقتلوه، فقال الحارث بن همام: لا يبق في الحي صبي إلا غرق في الغدير؛ فودي ابن أبي دؤاد تسع ديات أو عشرًا.
ويعسلن: من العسلان، وهو اهتزاز الذي يعدو، والحداً؛ جمع حدأة، كعنب؛ جمع عنبة: طائر معروف، ويلملم ونضاد: جبلان.
وقول الربيع: من كان مسروراً .. الخ، يقول: من شمت من الأعداء بمقتل مالك، فليعلم أنا قد أدركنا ثأره، وكانت العرب لا تندب قتلاها حتى تدرك ثأرها، والمراد: فليحضر ساحتنا في أول النهار، ليعلم أن ما كان حرمًا من البكاء قد حل، ويجد النساء مكشوفات الرؤوس يندبنه.
وقيس بن زهير: جاهلي، وكان فارساً شاعرًا داهية يضرب به المثل؛ فيقال:
"أدهي من قيس".
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد المائة]
(١٥٣) مهما لي الليلة مهما ليه ... أودي بنعليَّ وسر باليه