البقال عن أبي محجن بتدليس, لأنه لم يدرك عصره, وقد ذكروه في الضعفاء, وقيل: إن اسمه أبو محجن, وهي كنيته أيضًا, وهو بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وتفح الجيم, والسيوطي هنا أثبت له رواية فقط ولم يذكر أن له سماعًا, ونفاها أيضًا الذهبي في «تاريخ الإسلام» وأثبتها له ابن عبد البر في «الاستيعاب» ثم إن الله تعالى وفقه لأن تاب عنها توبة نصوحًا, فلم يعد إليها رضي الله تعالى عنه, وقد استوعينا ترجمته في الشاهد الأربعين بعد الستمائة.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد السادس والثلاثون]
(٣٦) زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامةٍ يا مربع
على أن «أن» فيه مخففة من الثقيلة, قال ابن الشجري في «أماليه» في الفرق بين «أن» فيه مخففة من الثقيلة, قال ابن الشجري في «أماليه» في الفرق بين «أن» الخفيفة و «أن» المخففة: إن كل واحدة منهما مختصة بنوع من الفعل, ولهما اشتراك في نوع منه, فالمخففة من الثقيلة تقع بعد الأفعال الثابتة المستقرة في النفوس, نحو: أيقنت وعلمت, ورأيت في معنى علمت, فحكمها في ذلك حكم الثقيلة, وقد عرفت أن الثقيلة موضوعة للتوكيد, فهي ملائمة في المعنى لما ثبت واستقر من الأفعال, لأن التوكيد لا يقع بما لا يثبت في النفوس.
والناصبة للفعل ليست من التوكيد في شيء, وهي مع ذلك تصرف الفعل إلى الاستقبال الذي لا ينحصر وقته, فهي بهذا ملائمة للفعل الذي ليس بثابت, نحو الطمع والرجاء [والخوف] والتمني والإشفاق والاشتهاء.