بل هو ماضي المعنى، وعديم: وصف من عدمته من باب: فرح: إذا فقدته، والرّاجوك أصله الرّاجون جمع، وبه روي أيضًا، فلما أضيف إلى الكاف، حذفت النّون، وروي أيضًا الرّاجيك بالإفراد، ومظهرًا مفعول لألفى بمعنى وجد على سبيل التفريغ، وخلق: مفعول مظهر، ولم أقف على تتمَّته، وعلى قائله. والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع عشر بعد الأربعمائة:
قومٌ إذا حارَبُوا شَدٌّ, امآزِرَهُمْ ... دُونَ النِّسَاءِ ولو باتتْ بِأَطْهَارِ
على أنَّ باتت متعيّن فيه معنى الاستقبال، ولو فيه بمعنى إن للشّرط في المستقبل، لأنَّ لو الوصليّة يكون شرطها مستقبلًا. قال المبرّد في "الكامل" قوله: ولو باتت بأطهار، أصلها في الكلام أن تدلّ على وقوع الشيء لوقوع غيره، تقول: لو جئتني، لأعطيتك، ولو كان زيد هنا لضربته، ثمَّ تتسعُ فتصير في معنى "إن" الواقعة للجزاء، تقول: أنت لا تُكرمني ولو أكرمتك، تريد: وإن، قال الله عزَّ وجلّ:(وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)[يوسف/ ١٧]، فأمّا قوله عزَّ وجلّ:(فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ)[آل عمران/ ٩١] فإنَّ تأويله عند أهل اللغة لا يقبل أن يتبرر به وهو مقيم على الكفر، ولا يقبل إن افتدى به، فـ "لو" في معنى إن. انتهى كلامه.
وتبعه ابن عصفور في "المقرّب" واعترضَ عليه ابن الحاج في نقد المقرّب، فقال قوله إنَّ "لو" تجيء بمعنى "إن" خطأ، والقاطع بذلك أنَّك لا تقول لو يقوم عمرو، فعمر منطلق كما تقول: إن لم يَقم زيد، فعمرو منطلق، فأمّا "ولو باتت بأطهار"، فنصَّ فيه المؤلّف على أنَّ لو فيه بمعنى إن، والفعل بعدها مستقبل، وليس ذلك بلازم، لأنَّ المعنى ليس على الاستقبال ولا بدَّ، فمبيت النّساء بأطهار يحقِّق المضي، وكذلك كفّهم عنهنّ، كأنه قال: ولو طهرت، لكان ذلك، وإنما مدحهم بأمر قد ثبت لهم، وتحقّق، ومضى من أفعالهم، ووجود إذا في البيت لا يخالف ما قلت،