للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وانشد بعده، وهو الانشاد الثالث بعد الثمانمائة]

(٨٠٣) فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في انيابها السم ناقع

على أن قوله: ناقع خبر لقوله السم، وفي متعلقة بناقع، أو خبر ثان للسم، وهذا قول سيبويه. قال الأعلم في شرح شواهده: الشاهد في رفع ناقع خيرا عن السم عن إلغاء المجرور، ولو نصب على الحال، والخبر المجرور، لجاز، والمساورة: المواثبة، والأفعى لا تلدغ إلا وثبا، والضئيلة الدقيقة من الكبر وهو أشد لمسها، والرقش: جمع رقشاء، وهي المنقطة بسواد، [والناقع: الخالص] قال جامع ديوان الخطيئة عن قوله:

كأني ساورتني ذات سم ... نقيع ما تلائمها رقاها

النقيع: المنقوع المجتمع، وذلك أن الحية يجتمع سمها من أول الشهر إلى النصف منه، فإن أصابت شيئا لفظته فيه، فإن جاء النصف ولم تصب شيئا تنهشه، لفظته من فيها بالأرض، ثم استأنفت تجمع إلى رأس الشهر، ثم تفعل فعلها الأول، فهذا دأبها الدهر كله. أنتهى.

والبيت من القصيدة للنابغة الذيباني يذكر فيها شدة خوفه من النعمان بن المنذر، وأنه لا ينام الليل إلا غرار لتهمة كان اتهم بها عنده، وقبله:

وعيد أبي قابوس في كنهه ... اتاني ودوني راكس فالضواجع

<<  <  ج: ص:  >  >>