قال ابن السيت: قوله جير، أي حقاً، وهي مخفوضة غير منوّنة، فاحتاج إلى التنوين. قال أبو علي: هذا سهو منه، لأن هذا يجري مجرى الأصوات، وباب الأصوات كلها، والمبنيات بأسرها [لا ينون]، إلا ما خص منها بعلة الفرقان فيها من نكرتها ومعرفتها؛ التنوين، فما كان منها معرفة جاء بغير تنوين، فإذا نكّرته قلت: صه ومه، تريد سكوتاً، وكذلك قول الغراب: غاق، أي: الصوت المعروف من صوته، وقال الغراب: غاق، أي: صوتاً، وكذلك: إيه يا رجل، تريد الحديث، وإيه تريد حديثاً، وزعم الأصمعي أن ذا الرّمة أخطأ في قوله:"وقفنا فقلنا إيه يا أم سالم" وكان يجب أن ينوّنه، وهذا من أوابد الأصمعي التي يقدم عليها من غير علم، فقوله:"جير" بغير تنوين في موضع قوله: فقلت الحق، وتجعله نكرة في موضع آخر فتنوّنه، فيكون معناه: قلت حقاً، ولا مدخل للضرورة في ذلك، إنما التنوين للمعنى المذكور، وبالله التوفيق. انتهى.
وقال عبد القاهر في "شرح الإيضاح": ومن الأسماء المبنية على الكسر: