انتهى. وبقي قول رابع لم يذكره المصنف، وهو أنها اسم فعل، وهو مذهب أبي علي نقله ياقوت في "معجم الأدباء" عنه في ترجمته في ضمن حكاية حكاها وهي: قال الأستاذ أبو العلاء الحسين بن محمد بن سهلويه في كتابه الذي سماه "أجناس الجواهر": كنت بمدينة السلام أختلف إلى أبي علي الفارسي، وكان السلطان رسم له أن ينتصب لي كل أسبوع يومين لتصحيح كتاب "التذكرة" لخزانة كافي الكفاة، فكنا إذا قرأنا أوراقاً منه تجارينا في فنون الآداب، واجتنينا من فوائد ثمار الألباب. فأجرى يوماً بعض الحاضرين ذكر الأصمعي، وأسرف في الثناء عليه، وفضله على أعيان العلماء، فرأيته كالمنكر، وكان فيما ذكر من محاسنه أن قال: من ذا الذي يجسر أن يخطئ الفحول من الشعراء غيره؟ ! فقال أبو علي: وما الذي رد عليهم؟ فقال الرجل قد: أنكر على ذي الرّمة مع إحاطته بلغات العرب، فقال أبو علي: وما الذي أنكر عليه؟ فقال قوله:
وقفنا فقلنا إيه عن أمِّ سالم
لأنه كان يجب أن ينونه، فقال: أما هذا فالأصمعي مخطئ فيه، وذو الرّمة مصيب، والعجب أن ابن السكيت قد وقع عليه هذا السهو في بعض ما أنشده! فقلت: إن رأى الشيخ أن يصدع لنا بجلية هذا الخطأ تفضل به، فأملى علينا: أنشد ابن السكيت [لأعرابي من بني أسد]: