يقع فيه حقاً فإلحاقها بنعم أولى، وأيضاً فإن لها سبهاً بنعم لفظاً واستعمالاً، ولذلك بنيت، ولو وافقت حقاً في الأسمية لأعربت، ولجاز أن تصحبها اللام، كما أن حقاً كذلك، ولو لم تكن بمعنى نعم لم يعطف عليها في قول الشاعر:
أبي كرماً لا آلفاً جير أو نعم ... بأحسن إيفاء وأنجز موعد
ولم يؤكد نعم بها في قول طفيل الغنوي: وقلن ألا البردي أول مشرب ... البيت، ولا قوبل بها في قول الراجز:
إذا تقول لا ابنة العجير ... الخ.
فهذا تقابل ظاهر. انتهى.
والقائل باسميتها هو السرافي، وصاحب "الصحاح" وابن بري، قال الجزولي في "مقدَّمته": الجوهري: هي قسم للعرب ومعناها حقاً، قال شارحها، علم الدين الأندلسي: تقول: جير لأفعلن، بمعنى حقاً لأفعلن. قال الجوهري: هي يمين للعرب، ومعناها: أعترف وأقرُّ، كما أن معنى هيهات بعد، بنيت على الكسر على أصل التقاء الساكنين، ولم يعبأ بطلب الخفة فيها، كما في أين وكيف لأجل قلة الاستعمال، وقال السيرافي: يجوز أن تكون كسرت لأنه يحلف بها، فتقع موقع الاسم المحلوف به، فبني على الكسر للدلالة على أنه مبني غير معرب، لئلا يلتبس بيمين الله، وقد جاء فيه الفتح. قال الزمخشري: إنما وقع جير في القسم، لأن القسم والتحقيق من باب واحد، هي أخت أجل في أنها لجواب الإيجاب، ولا يجاب بها إلا بعد الاستفهام، وقد جمع بينهما الشاعر في قوله:
وقلن على الفردوس أوَّل مشرب ... أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره