للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآلة: الحالة، قال الطبرسي: يقال: فلان لي على آلة وعلى حالة: إذا تنكر وتغير عما كان عليه من قبل، وهذا يجري مجرى الكنايات. ويقال أيضًا، حصل فلان لنا على لون، يراد على لون مذموم، يقول: إن هذا الرجل تغير عما كان يجري عليه معي إلى أمر أنكره ولا أعرفه، إلا أنني أكيد كيده، أي: أقابل كيده لي بكيد مثله، و"ما" زائدة. انتهى. فجعل ما زائدة، ولم يتعرض لكونها نافية. ولله دره في ذلك.

وبعد البيت:

بعيد الولاء بعيد المحـ ... ـلِّ من ينأ عنك فذاك السعيد

وعزُّ المحلِّ لنا بائن ... بناه الإله ومجد تليد

ومأثره المجد كانت لنا ... وأورثناها أبونا لبيد

لنا باحة ضبس نابها ... يهون على حامييها الوعيد

بها قضب هندوانَّية ... وغيض تزاءر فيها الأسود

ثمانون ألفًا ولم أحصهم ... وقد بلغت رجمها أو يزيد

قوله: بعيد الولاء ... إلخ، قال المرزوقي: يذم قرطًا ويقول: هو بعيد النصرة والموالاة، أي: بطيئها، بعيد الدار والمسكن، ثم قال: من بعد عنك فقد سعد جدُّه، نقل اللام عن الإخبار إلى الخطاب على عادتهم في افتنانهم، وكأنه التفت إليه يريد الزهادة في مجاورته، والاستغناء عن معاونته. انتهى، أشار إلى أن الولاء مصدر المولى، وهو الذي يتولاك وينصرك.

وقوله: وعز المحل لنا ... إلخ، افتخر بأن بلادهم حصينة ومحلهم عزيز،

<<  <  ج: ص:  >  >>