أبلج لا يرهب الهزال ولا ... ينقض عهدًا ولا يخون إلا
يا خير من يركب المطيَّ ولا ... يشرب كأسًا بكفِّ من بخلا
قلَّدتك الشِّعر لا سلامة ذا التَّفضال والشِّعر حيثما جعلا
والشِّعر يستنزل الكريم كما اسـ ... ـتنزل رعد السَّحابة السَّبلا
لو كنت ماءً عدّا جممت إذا ... ما نزل القوم لم تكن وشلا
قد علمت فارس وحمير والـ ... أعراب بالدست أيّكم نزلا
ليث لدى الحرب أو تدوخ له ... فسرًا وبذَّ الملوك ما فعلا
روى صاحب "الأغاني" بسنده إلى سماك بن حرب أن الأعشى قال: أتيت سلامة ذا فائش. وأطلت المقام ببابه، حتى وصلت إليه بعد مدة، وأنشدته هذه القصيدة، قال: صدقت! الشعر حيث ما جعل. وأمر لي بمائة من الإبل، وكساني حللًا، وأعطاني كرشًا مدبوغًا مملوءة عنبرًا، فبعتها بالحيرة بثلاثمائة ناقة حمراء.
وقوله: استأثر الله بالوفاء وبالعدل، أي: اختص بهما، وولاه: جعله واليًا. وروي "وأولى" وقوله: يومًا تراها كشبه ... إلخ، استشهد به أبو علي الفارسي على أنه يجوز للشاعر أن يأتي بمثل: هذا ضارب زيد اليوم، وغدًا عمرا؛ على قبحه في غير الشعر، للفصل بالظرف بين حرف العطف وما عطف به قال: لأن هذه الحروف تنزلت منزلة ما هو من نفس الحرف المعطوف بها، بدلالة قولهم: وهو وهي، وقد أقيم مقام العامل، فينبغي أن يكون أقل تصرفًا، والظروف التي أقيمت مقام الأفعال أقل تصرفًا. فأما قراءة من قرأ:(سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)[الطلاق/ ١٢] فنصب مثلهن، فإنه أراد الفعل، فحذفه وهو يريده، كما حذف كلًا