للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله:

أكلَّ امرئ تحسبين امرًا ... ونار توقَّد بالليل نارا

قال ابن بري في شرح أبيات "الإيضاح": وهذا الذي منعه أبو علي فيه نظر، لأنه أمر لابد منه لأمثاله، ولا انفكاك لنظائره عنه، ألا ترى أنك تقول: أعطيت زيدًا درهمًا وعمرًا دينارًا، فقد عطفت اسمين على اسمين، ولابد أن يكون أحد الاسمين فاصلًا بين الواو وما عطف بها، لاسيما والفصل بالظرف أقرب إلى الجواز، لاتساعهم فيه، وقد جاء في شعر النابغة:

تطلِّقه حينًا وحينًا تراجع

انتهى. والكاف زائدة، وأردية جمع رداء، والعصب بمهملتين، كفلس: برد يصبغ غزله، ثم ينسج، ولا يثنى ولا يجمع، وإنما يقال: بردا عصب، وبرود عصب. ويجوز أن يجعل وصفًا فيقال: ضربت بردًا عصبًا، وقال السهيلي: العصب: صبغ لا ينبت إلا باليمن، كذا في "المصباح". وقال شارح شواهد أبي علي: العصب ضرب من برود اليمن يعصب غزله، أي: يدرج ثم يحاك، وهو في الأصل مصدر سمي به كما سمي المخلوق بالخلق. لأنه معصوب، أي: مشدود مدرج، شبه به الأرض إذا أخصبت، وبالأديم النغل إذا أجدبت، والنغل: بفتح النون وكسر الغين المعجمة: وصف من نغل الأديم نغلًا، من باب تعب: فسد فهو نغل – بالكسر – وقد يسكن للتخفيف، ومنه قيل لولد الزنية: نغل، لفساد نسبه، وجارية نغلة، كذلك، وقيل: زانية. ويثيبه: مضارع أثابه، أي: جزاه.

والهيكل: الفرس الطويل، والنهد: المرتفع، والوليدة: الجارية، ومطافل:

<<  <  ج: ص:  >  >>