وهذا غير موجود في كتب اللغة، فإن المهل – بالتحريك – لازم والإمهال متعد، والجيد أن يكون المهل – بالتحريك – بمعنى المهل – بسون الهاء – وهو البطء. قال الأزهري في "التهذيب" عن الليث: تقول مهلًا يا فلان، أي: رفقًا وسكونًا لا تعجل، ونحو ذلك كذلك، ويجوز التثقيل، وأنشد:
فيا ابن آدم ما أعددت في مهل ... لله درُّك ما تأتي وما تذر
انتهى. وإلى هذا أشار السيرافي في كلامه السابق. ويأتي المهل – بالتحريك – بمعنى التقدم، وهو مناسب هنا، وإليه أشار أبو عبيدة، كما نقل عنه السيرافي. وقول المصنف: لأنهم مضوا، إشارة إلى معنى "إذ" التعليلية، والجيد أن تبقى على ظرفيتها، ويكون "إذ مضوا" بدل اشتمال من السفر، كما قيل به في قوله تعالى:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ)[مريم/ ١٦] أن "إذ انتبذت" بدل اشتمال من مريم، وفي كلام ابن الحاجب إشارة إلى البدلية فتأمله.
والبيت مطلع قصيدة للأعشى مدح بها سلامة ذا فائش الحميري، وبعده:
استأثر الله بالوفاء وبالـ ... ـعدل وولَّى الملامة الرَّجلا
والأرض حمَّالة لما حمل الله ... وما إن يردُّ ما فعلا
يومًا تراها كشبه أردةي الـ ... ـعصب ويمًا أديمها نغلا
إلى أن قال:
يسير من يقطع المفاوز والـ ... ـبعد إلى من يثيبه الإبلا