للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقتل أمية بن المطرف بقديد، وكان عبد الواحد بن سليمان قد ولاه على أسد وطيء فجاءه سبعون من فزارة، وذلك في أيام مروان بن محمد فسألوه أن يخرج بهم معه ليغيروا على طيء لثأرٍ كان لهم فيهم، فخرج بهم وتجمع إليهم ناس من أهل المعادن طلباً للغنائم، فلقيه معدان الطائي بالمنتهب (١) في جماعة من طيء فهزموه، وقد كانوا عرضوا عليه أن يرد فزارة ويأتي فيمن أحب لأخذ صدقة أموالهم، وفي ذلك يقول معدان يعتذر إلى عبد الواحد وأهل المدينة ويذكر عرضهم على أمية أن يرد فزارة ويعطوه صدقاتهم:

ألا هل أتى المدينة عرضنا … خصالاً من المعروف يعرف حالها

على عاملينا والسيوف مصونةٌ … بأغمادها ما زايلتها نصالها

أتينا إلى فرتاج (٢) سمعاً وطاعةً … نؤدي الزكاة حين حان عقالها

ومن قبل ما صرنا وجاءت وفودنا … إلى فيد (٣) حتى ما يُعد رجالها

فقالوا أغر بالناس تعطيك طيءٌ … إذا وطئتها الخيل واجتيح مالها

ودون الذي منوا أمية هبوةٌ … من الضرب قدماً لا تجلى ظلالها

دعوا بنزارٍ فاعترينا بطيءٍ … هنالك زلت في نزارٍ نعالها

وولى يزيد بن الوليد عبد العزيز بن المطرف مكة والطائف.


(١) المنتهب: قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيء. معجم البلدان.
(٢) فرتاج: موضع في بلاد طيء. معجم البلدان.
(٣) فيد: منزل بطريق مكة في نصف الطريق من الكوفة. معجم البلدان.