للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله فلا أعلمه ظل يوماً ولا بات ليلة إلا وهو عني راضٍ، ثم صحبت أبا بكر فكان كذلك، ثم صحبت عمر فرأيت له حقين حق الإبوة وحق الإمامة فكان كذلك، ثم صحبتك يا أمير المؤمنين فرأيت لك مثل الذي رأيت لمن مضى، أو كما قال، فقال له عثمان: جزاكم الله خيراً يا آل عمر، وسأله عن القوم فقال: اعرض عليهم كتاب الله فإن أبوه خيرٌ لك وشر لهم، وإن قبلوه فهو خير لهم وخير لك. فأرسل عليّ بن أبي طالب فعرض عليهم كتاب الله فقبلوه، واشترطوا جميعاً: أن المنفي يقلب والمحرم يعطي ويوفر الفيء ويعدل في القسم ويستعمل ذوو القوة والأمانة؛ وقال: لقد قتل عثمان وإن في الدار لسبعمائة منهم الحسن وابن الزبير، فلو أذن لهم لأخرجوهم من أقطار المدينة.

وحدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطي عن العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: بعث عثمان إلي عليّ يدعوه وهو محصور فأراد أن يأتيه فتعلقوا به ومنعوه فقال: اللهم إني لا أرضى قتله ولا آمر به، مراتٍ.

وحدثني محمد بن سعد حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثني راشد أبو فزارة العبسي أن عثمان بعث إلى عليّ وهو محصور، فأراد أن يأتيه فقام إليه بعض أهله فحبسه وقال: ألا ترى ما بين يديك من الكتائب ولن تخلص إليه، فنفض عمامة سوداء كانت على رأسه ثم رمى بها إلى رسول عثمان وقال: أخبره بالذي رأيت، ثم إنه خرج إلى سوق المدينة فقال: اللهم إني أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلته أو مالأت على قتله (١).


(١) طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٦٨ - ٦٩.