تكون دبرة دابة أحدهم أهم إليه من الكلام، وقال ابن عامر: أعطيهم ما بين لوحي المصحف ترض الناس كلهم، وقال معاوية: قد أشارا عليك بما أشار به فأمرهما فليعملا بذلك في أهل عمليهما، وأنا أكفيك أهل الشام.
حتى إذا كان أول سنة خمس وثلاثين قدم عليه المصريون فنزلوا ذا خشب، فخرج إليهم عليّ بن أبي طالب فردهم فقال بعض الناس: - قال جرير (١): يعني مروان - استقلهم عليّ وأمرهم أن يجتمعوا فيكونوا أكثر مما هم، فانصرفوا ثم رجعوا أكثر مما كانوا، وقدم طوائف من أهل الأمصار فاجتمعوا بالمدينة، فخرج عثمان إلى الجمعة وكان رجلاً مربوعاً حسن الشعر والوجه أصلع أروح الرجلين، فلما صعد المنبر قام إليه رجل من أهل مصر من تجيب عليه كساء خز أصفر فشتمه وعابه وقال: فعلمت كذا وفعلت كذا، فجعل عثمان يلتفت إلى الناس فلا يتكلم أحد ولم يرد عليه، فقعد ولم يكد، فقام جهجاه بن سعيد الغفاري، فقال مثل قول المصري، ثم انتزع منه عصا كانت في يده فكسرها، فما رد أحد عليه ولا منعه، فقام عثمان على دهش فتكلم بكلمات يسيرة وصلى، وحف به الناس منن بني أمية وغيرهم حتى دخل داره وحصروه.
واجتمعت الأنصار إلى زيد بن ثابت فقالوا: ماذا ترى يا أبا سعيد؟ فقال أتطيعوني؟ قالوا: نعم إن شاء الله، فقال: إنكم نصرتم رسول الله ﷺ فكنتم أنصار الله، فأنصروا خليفته تكونوا أنصاراً لله مرتين، فقال