فجاء عبد الله بالمفاتيح هو وصاحبه يوم الجمعة فوضعاها على المنبر وقالا: هذه مفاتيح بيت مالكم - أو قال: مفاتيح خزائنكم - ونحن نبرأ إليكم منها، فقبضها عثمان ودفعها إلى زيد بن ثابت.
قال الزهري: وكان في الخزائن سفط فيه حلي فأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله فأظهروا عند ذلك الطعن عليه، وبلغه ذلك فخطب فقال: هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت، فأرغم الله أنف من رغم، فقال عمار: أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك، فقال عثمان: لقد اجترأت عليّ يا بن سمية، وضربه حتى غشي عليه، فقال عمار: ما هذا بأول ما أوذيت في الله، وأطلعت عائشة شعراً من شعر رسول الله ﷺ ونعله وثياباً من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم، وقال عمرو بن العاص: هذا منبر نبيكم وهذه ثيابه وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم، فغضب عثمان حتى بم يدر ما يقول، والتج المسجد واغتنمها عمرو بن العاص، وقد كان عثمان قال لعمرو قبل ذلك وقد عزله عن مصر: إن اللقاح بمصر قد درت بعدك ألبانها، فقال: لأنكم أعجفتم أولادها، فقال له عثمان: قملت جبتك مذ عزلت عن مصر، فقال: يا عثمان إنك قد ركبت بالناس نهابير وركبوها بك فإما أن تعدل وإما أن تعتزل، فقال: يا بن النابعة وأنت أيضاً تتكلم بهذا لأني عزلتك عن مصر؟! وتوعده.
ونشب الناس في الطعن على عثمان، وأرسل عثمان إلى امرائه سعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية فجمعهم وقال: إن الناس قد صنعوا ما ترون فأشيروا علي، فقال سعيد بن العاص: جمرهم وتابع البعوث عليهم حتى