للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخذه، ولا تتّخذنا متجرا، ثم دعا معاوية مولاه سعدا فقال له: أعدد لأسماء المنى دية ابنها فإنّي قد أقتلته (١) فرجع مالك فأخذ جعله، فقال له رجل: لك ضعفا جعلك إن أتيت عمرو بن الزبير فقلت له كما قلت لمعاوية، وكان عمرو ذا نخوة وكبر، فأتاه فقال له: ما أشبهك بأمّك يا عمرو، فأمر به فضرب حتى مات، فبعث معاوية بديته إلى أمّه وقال:

ألا قل لأسماء المنى أمّ مالك … فإنّي لعمر الله أقتلت مالكا

المدائني عن ابن جعدبة قال: ذكروا عند معاوية قول حذيفة: إنّي لم أشرك في دم عثمان، فقال معاوية: بلى والله لقد شرك فيه، فقال عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث: الرجل كان أعلم بنفسه، فقال معاوية:

وأنت قد شركت في دمه، قال: كلا والله، ولكني كنت أنهاه عمّا قيل فيه، وكنت تأمره به، فلمّا صعب الأمر عليه استغاث بك، فأبطأت عنه حتى قتل.

المدائني عن مسلمة قال: أوفد زياد عبيد الله بن كعب النّميري إلى معاوية فقال معاوية: أخبرني عن زياد، قال: يستعمل على الجرأة والأمانة دون الهوى والمحاباة، ويعاقب فلا يعدو بالذنب قدره، ويسمر ويحبّ السمر ليستجمّ بحديث الليل تدبير النهار، قال: أحسن، إنّ التثقيل على القلب مضرّة بالرأي، فكيف رأيه في حقوق الناس؟ قال: يأخذ ما له عفوا ويعطي ما عليه عفوا، قال: فكيف عطاياه؟ قال: يعطي حتى يقال جواد ويمنع حتى يقال بخيل، قال معاوية: إنّ العدل ضيّق وفي البذل عوض من


(١) - في هامش الأصل: أقتلته: أي عرضته للقتل.