ألم تريا ان الامام ألزّني … بمسجده والقصر مالي وللقصر
يكلفني الأولى جميعا وعصرنا … فويلي من الأولى وويلي من العصر
لقد كان في أهلي مساجد جمّة … ولكنّ هذا الأمر قدر من القدر
ويحبسني عن مجلس استلذّه … وأكرم فيه بالسماع وبالخمر
وماذا عليه أرشد الله أمره … لو ان خطايا العالمين على ظهري
فقال: صدق لعنه الله، دعوه.
قال المدائني: وماتت ابنة للمنصور، فرأى المنصور ابا دلامة عند قبرها فقال: ما أعددت لهذا المضجع؟ قال: التي حفر لها يا أمير المؤمنين، فقال: ويلك الا قلت كما قال الفرزدق حين سأله البصري ورآه عند قبر النوار امرأته عن مثل ما سألتك فقال: شهادة أن لا إله إلا الله مذ ثمانون سنة! فقال أبو دلامة: إنّا لا نحب المعاد من الكلام.
وحدثني الحرمازي، قال: دخل أبو دلامة على المنصور فأنشد:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم … قوم لقيل اقعدوا يا آل عباس
ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلكم … إلى السماء فأنتم أكرم الناس
فقال المنصور: لقد غدا بك أمر، قال: نعم، ولدت لي البارحة ابنة فقلت فيها:
فما ولدتك مريم أمّ عيسى … ولم يكفلك لقمان الحكيم
ولكن قد تضمّك أمّ سوء … إلى لبّاتها وأب لئيم
فتبسم المنصور وأمر له بأربعة آلاف درهم.
وحدثني أبو العالية البصري قال: أنشد المنصور أبو دلامة قوله: