للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جبيناه ثم أعطينا كلّ ذي حق حقه، وبقيت منه بقية هي دون حقنا في كتاب الله وسهامه فأخذناه بحقنا، وأما المتعة فانّ أول مجمر سطع في المتعة مجمر في آل الزبير، فسل أمك عن بردي عوسجة (١)، وأما قتال أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك وبآبائك، وانطلق أبوك وخالك - يعني طلحة - فعمدا إلى حجاب مدّه الله عليها فهتكاه عنها ثم اتخذاها فئة يقاتلان دونها، وصانا حلائلهما في بيوتهما، فو الله ما أنصفا الله ولا محمدا في ذلك، وأما قتالنا إياكم فإن كنا لقيناكم زحفا ونحن كفار فقد كفرتم بفراركم من الزحف، وإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا، وأيم الله لولا مكان خديجة فينا وصفيّة فيكم ما تركت لك عظما مهموزا إلا كسرته.

فلما نزل ابن الزبير سأل أمه عن بردي عوسجة فقالت: ألم أنهك عن ابن عباس وبني هاشم فانهم كعم الجواب إذا بدهوا، قال: بلى فعصيتك، قالت فاتّقه فان عنده فضائح قريش؛ فقال في ذلك أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي:

يا بن الزبير لقد لاقيت بائقة … من البوائق فالطف لطف محتال

لقيته هاشميا طاب مغرسه … في منبتيه كريم العمّ والخال

ما زال يقرع منك العظم مقتدرا … على الجواب بصوت مسمع عال

حتى رأيتك مثل الكلب منجحرا … خلف الغبيط (٢) وكنت البادئ الغالي

ان ابن عباس المحمول حكمته … حبر الانام له حال من الحال


(١) - انظر العقد الفريد - ط. القاهرة ١٩٥٣ ج ٤ ص ٨٥.
(٢) - الغبط: القبضات المحصودة المصروفة من الزرع، والمركب الذي هو مثل أكف البخاتي. القاموس.