للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالقوم أمثالكم لهم شع … ر في الرأس لا ينشرون إن قتلوا

ثم ركب دابته فبات بنهر صرصر، ثم غدا متوجها إلى الكوفة فنزل قصر أبي الخصيب مولاه.

قال: فلما قتل محمد بن عبد الله بالمدينة، وابراهيم بالبصرة أقبل إلى بغداد ومعه عبد الله بن الربيع الحارثي يسايره، فقال له عبد الله بن الربيع:

لقد كان عبد الملك حازما، قال: أجل، كان رجل قومه فما بلغك عنه؟ قال عبد الله: بلغني عنه يا أمير المؤمنين أنه لما أنشد قول الأخطل:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم … دون النساء ولو باتوا باطهار (١)

قال: لا والله ما أتيت امرأة منذ وقعت حرب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى انقضت. فقال المنصور: وأنا والله يا أبا الربيع فما كشفت لامرأة كنفا منذ وقعت حرب محمد وابراهيم حتى انقضت.

وقال السندي بن شاهك: كنت أيام حرب محمد وابراهيم وصيفا أقوم على رأس المنصور، فلما غلظ أمرهما مكث على مصلى بضعا وخمسين ليلة لا يتنحى عنه ولا يجلس ولا ينام إلا عليه، وعليه جبة ملونة، فتدنست واتسخ جيبها وما تحت لحيته منها فما غيّرها حتى فتح الله عليه، وكان إذا جلس للناس لبس فوقها سوادا وقال لا أغيرها حتى أدري أهي لمحمد وابراهيم أم لي.

قال السندي: وأتته ريسانة قيّمة جواريه في تلك الأيام وأنا قائم على رأسه، وقد قدم عليه إسحاق الأزرق مولاه بامرأتين من قريش كان بعثه في خطبتهما: إحداهما فاطمة بنت محمد من ولد عيسى بن طلحة بن عبيد الله،


(١) - ديوان الأخطل - ط. بيروت ١٩٨٦ ص ١٤٤.